إسماعيل ثنا صدقة بن الفضل ثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله ، قال : دخل النبي صلىاللهعليهوسلم مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة صنم ، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول : «جاء الحق وزهق الباطل ، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد».
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (٨٢) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً (٨٣) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً (٨٤))
قوله عزوجل : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ، قيل : (مِنَ) ليس للتبعيض ، ومعناه : وننزل من القرآن ما كله شفاء ، أي : بيان من الضلالة والجهالة يتبين به المختلف ويتضح به المشكل ويستشفى به من الشبهة ويهتدى به من الحيرة ، هو شفاء للقلوب (١) بزوال الجهل عنها ، ورحمة للمؤمنين. (وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) ، لأن الظالم لا ينتفع به والمؤمن من ينتفع به فيكون رحمة له ، وقيل : زيادة الخسارة للظالم من حيث أن كل آية تنزل يتجدد منهم تكذيب ويزداد لهم خسارة ، قال قتادة : لم يجالس هذا (٢) القرآن أحد إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان (٣) قضى الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا.
قوله تعالى : (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ) ، عن ذكرنا ودعائنا ، (وَنَأى بِجانِبِهِ) ، أي تباعد منا بنفسه ، أي ترك التقرب إلى الله بالدعاء. وقال عطاء : تعظم وتكبر ، ويكسر النون والهمزة حمزة والكسائي ، ويفتح النون ويكسر الهمزة أبو بكر ، وقرأ ابن عامر وأبو جعفر وناء مثل جاء قيل : هو بمعنى نأى ، وقيل : ناء من النوء وهو النهوض والقيام. (وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ) ، الشدة والضر ، (كانَ يَؤُساً) ، أي آيسا قنوطا. وقيل : معناه أنه يتضرع ويدعو عند الضر والشدة ، فإذا تأخرت الإجابة يئس ولا ينبغي للمؤمن أن ييأس من الإجابة ، وإن تأخرت فيدع الدعاء.
قوله عزوجل : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) ، قال ابن عباس : على ناحيته. قالا الحسن وقتادة : على نيّته. وقال مقاتل : على خليقته. قال الفراء : على طريقته التي جبل عليها. وقال القتيبي : على طبيعته وجبلته. وقيل : على السبيل الذي اختاره لنفسه ، وهو من الشكل ، يقال : لست على شكلي ولا شاكلتي ، وكلها لغات متقاربة ، تقول العرب : طريق ذو شواكل إذا تشعبت منه الطرق ، ومجاز الآية : كل يعمل على ما يشبهه كما يقال في المثل : كل امرئ يشبهه فعله. (فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً) ، أوضح طريقا.
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (٨٥) وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (٨٦) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (٨٧) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (٨٨))
قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) ، الآية.
__________________
(١) في المطبوع «القلوب».
(٢) في المخطوط «أهل».
(٣) في المخطوط «انتقاص».