أربد بن ربيعة حيث قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : ممّ ربك أمن درّ أم من ياقوت أم من ذهب؟ فنزلت صاعقة من السماء فأحرقته.
[١١٩٢] وسئل الحسن عن قوله عزوجل : (وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ) الآية ، قال : كان رجل من طواغيت العرب بعث إليه النبي صلىاللهعليهوسلم نفرا يدعونه إلى الله ورسوله فقال لهم : أخبروني عن رب محمد هذا الذي تدعونني إليه ممّ هو من ذهب أو فضة أو حديد أو نحاس ، فاستعظم القوم مقالته فانصرفوا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : يا رسول الله ما رأينا رجلا أكفر قلبا ولا أعتى على الله منه ، فقال : «ارجعوا إليه» فرجعوا إليه فجعل لا يزيدهم على مثل مقالته الأولى ، وقال : أجيب محمدا إلى رب لا أراه ولا أعرفه فانصرفوا وقالوا : يا رسول الله ما زادنا على (١) مقالته [مثل](٢) مقالته الأولى وأخبث فقال : «ارجعوا إليه» فرجعوا إليه فبينما هم جلوس عنده ينازعونه ويدعونه وهو يقول هذه المقالة إذ ارتفعت سحابة فكانت فوق رءوسهم فرعدت وبرقت ورمت بصاعقة فاحترق الكافر وهم جلوس [عنده](٣) ، فجاءوا يسعون ليخبروا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاستقبلهم قوم من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا لهم احترق صاحبكم ، فقالوا : من أين علمتم فقالوا أوحى الله إلى النبي صلىاللهعليهوسلم : (وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ).
(وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ) ، قال علي رضي الله عنه : شديد الأخذ. وقال ابن عباس : شديد الحول. وقال الحسن : شديد الحقد (٤). وقال مجاهد : شديد القوة. وقال أبو عبيدة : شديد العقوبة. وقيل : شديد المكر. والمحال والمماحلة : المماكرة والمغالبة.
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (١٤) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (١٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (١٦))
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ) ، أي : لله دعوة الصدق. قال [علي](٥) رضي الله عنه : دعوة الحق التوحيد. وقال ابن عباس : شهادة أن لا إله إلا الله.
وقيل : الدعاء بالإخلاص والدعاء الخالص لا يكون إلا لله عزوجل. (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) ، أي : يعبدون الأصنام من دون الله تعالى. (لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) ، أي : لا يجيبونهم بشيء يريدونه من
__________________
[١١٩٢] ـ ذكره المصنف عن الحسن تعليقا هاهنا وإسناده إليه في أول الكتاب.
ـ وورد بنحوه من حديث أنس أخرجه النسائي في «التفسير» ٢٧٩ وأبو يعلى ٣٣٤١ والطبري ٢٠٢٧٠ والطبراني في «الأوسط» ٢٦٢٣ وابن أبي عاصم في «السنة» ٦٩٢ والبيهقي في «الدلائل» ٦ / ٢٨٣ وفي إسناده علي بن أبي سارة وهو ضعيف ، لكن تابعه عليه ديلم بن غزوان عن البزار كما في «مجمع الزوائد» ٧ / ٤٢ ، وديلم ليس به بأس ، وقال الهيثمي : رجال البزار رجال الصحيح ، غير ديلم ، وهو ثقة ا ه. فهذه الروايات تتأيد بمجموعها ، وفي الباب مراسيل راجع «الدر المنثور» ٤ / ٩٩ وابن كثير ٢ / ٦٢٣.
(١) في المطبوع وحده «عى».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) هذا منكر ، وليس له أصل عن الحسن ، لأنه من رواية عمرو بن عبيد ، وهو متروك متهم.
(٥) سقط من المطبوع وحده.