[١٢٨٨] روى سفيان بن سعيد الثوري عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش (١) عن حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن بني إسرائيل لما اعتدوا وقتلوا الأنبياء بعث الله عليهم ملك فارس بختنصر ، وكان الله ملكه سبعمائة سنة فسار إليهم حتى دخل بيت المقدس فحاصرها وفتحها ، حتى قتل على دم يحيى بن زكريا عليهالسلام سبعين ألفا ثم سبى أهلها وأولاد الأنبياء وسلب حليّ بيت المقدس ، واستخرج منها سبعين ألفا ومائة ألف عجلة من حلي» ، قلت : يا رسول الله كان بيت المقدس عظيما؟ قال : «أجل بناه سليمان بن داود من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد ، وكان عمده ذهبا أعطاه الله ذلك وسخر له الشياطين يأتونه بهذه الأشياء في طرفة عين ، فسار بها بختنصر حتى نزل بابل فأقام بنو إسرائيل في يده مائة سنة يستعبدهم المجوس وأبناء المجوس ، فيهم الأنبياء ثم إن الله رحمهم فأوحى إلى ملك من ملوك فارس يقال له كورش وكان مؤمنا أن يسير إليهم ليستنقذ بقايا بني إسرائيل ، فسار كورش لبني إسرائيل وحلي بيت المقدس حتى رده إليه ، فأقام بنو إسرائيل حتى أتاهم بيت المقدس فسبى أهلها وأحرق بيت المقدس ، وقال لهم : يا بني إسرائيل إن عدتم في المعاصي عدنا عليكم بالسبي ، فعادوا فسلط الله عليهم ملك رومية يقال له فاقس بن أستيانوس ، فغزاهم في البر والبحر فسابهم وسبى حلي بيت المقدس وأحرق بيت المقدس ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هذا من صفة حلّي بيت المقدس ، ويرده المهدي إلى بيت المقدس هو ألف وسبعمائة سفينة يرمي بها على حتى تنقل إلى بيت المقدس ، وبها يجمع الله الأولين والآخرين».
قال محمد بن إسحاق : كانت بنو إسرائيل فيهم الأحداث والذنوب وكان الله في ذلك متجاوزا عنهم محسنا إليهم ، وكان أول ما نزل بهم بسبب ذنوبهم كما أخبر على لسان موسى عليهالسلام ، أن ملكا منهم كان يدعى صديقة وكان الله تعالى إذا ملك الملك عليهم بعث معه نبيا يسدده ويرشده [في جميع أموره](٢) [وكان](٣) لا ينزل عليهم الكتب إنما يؤمرون باتباع التوراة والأحكام التي فيها ، فلما ملك ذلك الملك بعث الله معه شعياء بن أصفيا ، وذلك قبل مبعث زكريا ويحيى وعيسى عليهمالسلام ، وشعياء هو الذي بشر بعيسى ومحمد عليهماالسلام ، فقال : أبشري أو رستم الآن يأتيك راكب الحمار ومن بعده صاحب البعير ، فملك ذلك الملك بني إسرائيل وبيت المقدس زمانا طويلا فلما انقضى ملكه عظمت فيهم الأحداث وشعياء معه بعث الله عليهم سنحاريب (٤) ملك بابل ، معه ستمائة ألف راية فأقبل سائرا حتى نزل حول بيت المقدس ، والملك مريض وفي ساقه قرحة فجاء النبي شعياء وقال له : يا ملك بني إسرائيل إن سنحاريب (٥) ملك بابل قد نزل بك ، هو وجنوده بستمائة ألف راية ، وقد هابهم الناس وفرقوا
__________________
[١٢٨٨] ـ لا أصل له في المرفوع. أخرجه الطبري ٢٢٠٥٧ من رواية رواد بن الجراح عن سفيان الثوري عن منصور به ورواد بن الجراح هذا متهم ، والحمل عليه في هذا الحديث ، قال الحافظ ابن كثير في «التفسير» ٣ / ٣٥ هو حديث موضوع لا محالة ، لا يستريب في ذلك من عنده أدنى معرفة بالحديث ، وقد صرح شيخنا أبو الحجاج المزي بأنه موضوع مكذوب.
ـ قلت : فالمرفوع باطل ؛ والصحيح أنه من الإسرائيليات.
(١) تصحف في المطبوع «خراش».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) في المطبوع و ـ ط «سنجاريب» والمثبت عن المخطوط والطبري.
(٥) في المطبوع و ـ ط «سنجاريب» والمثبت عن المخطوط والطبري.