فيها ، فقال : «نعم هيئتها كذا وكذا ، وفيها فلان وفلان يقدمها جمل أورق عليه غرارتان مخيطتان ، تطلع عليكم عند طلوع الشمس» ، قالوا : وهذه آية أخرى ، ثم خرجوا يشتدون نحو الثنية وهم يقولون والله لقد قص محمد شيئا وبيّنه حتى أتوا كدىّ ، فجلسوا عليه فجعلوا ينتظرون متى تطلع الشمس فيكذبونه إذ قال قائل منهم : والله هذه الشمس قد طلعت ، وقال آخر : وهذه والله الإبل قد طلعت يقدمها بعير أورق فيها فلان وفلان كما قال لهم فلم يؤمنوا ، (وَقالُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (١٥) [الصافات : ١٥].
[١٢٨٧] أنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن محمد أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج حدثني زهير بن حرب ثنا حجين بن المثنى أنبأنا عبد العزيز وهو ابن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها ، قال : فكربت كربا ما كربت مثله قط ، قال : فرفعه الله لي انظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به ، ولقد رأيتني في جماعة من الأنبياء ، فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة ، وإذا عيسى قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي ، وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم ، يعني نفسه ، فجاءت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال لي قائل : يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام».
(وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (٢) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً (٣) وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (٤))
قوله عزوجل : (وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا) ، بأن لا ، (تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً) ، ربا وكفيلا ، قرأ أبو عمرو «لا يتخذوا» بالياء لأنه خبر عنهم والآخرون بالتاء ، يعني قلنا لهم لا تتخذوا.
(ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا) ، قال مجاهد : هذا نداء يعني يا ذرية من حملنا ، (مَعَ نُوحٍ) ، في السفينة فأنجيناهم من الطوفان ، (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) ، كان نوح عليهالسلام إذا أكل طعاما أو شرب شرابا أو لبس ثوبا قال : الحمد لله ، فسمي عبدا شكورا ، أي : كثير الشكر.
قوله عزوجل : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) الآيات.
__________________
[١٢٨٧] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
ـ رواه المصنف من طريق مسلم ، وهو في «صحيحه» ١٧٢ عن زهير بن حرب بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه النسائي في «التفسير» ٥٠٠ وابن سعد في «الطبقات» ١ / ١٦٧ ـ ١٦٨ والبيهقي في «الدلائل» ٢ / ٣٥٨ ـ ٣٥٩ من طرق عن حجين بن المثنى به.
ـ وأخرج صدره فقط البخاري ٣٨٨٦ و ٤٧١٠ ومسلم ١٧٠ والترمذي ٣١٣٢ والنسائي في «التفسير» ٣٠٢ وأحمد ٣ / ٣٧٧ وابن حبان ٥٥ والبيهقي في «الدلائل» ٢ / ٣٥٩ من حديث جابر.