(ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) ، يا محمد ، (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) ، حاجا مسلما ، (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ، وقال أهل الأصول كان النبي صلىاللهعليهوسلم مأمور بشريعة إبراهيم إلا ما نسخ في شريعته ، وما لم ينسخ صار شرعا [له](١).
(إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤) ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١٢٥) وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦) وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧) إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨))
قوله تعالى : (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) أي : خالفوا فيه. قيل : معناه إنما جعل السبت لعنة على الذين اختلفوا فيه. وقيل : معناه ما فرض الله تعظيم السبت وتحريمه إلا على الذين اختلفوا فيه ، يعني : اليهود ، فقال قوم : هو أعظم الأيام لأن الله تعالى فرغ من خلق الأشياء يوم الجمعة ، ثم سبت يوم السبت. وقال قوم : بل أعظم الأيام يوم الأحد ، لأن الله تعالى ابتدأ فيه خلق الأشياء فاختاروا تعظيم غير ما فرض الله عليهم ، وقد فرض [الله](٢) عليهم تعظيم يوم الجمعة.
قال الكلبي : أمرهم موسى بالجمعة فقال : تفرّغوا لله في كل سبعة أيام يوما فاعبدوه يوم الجمعة ولا تعملوا فيه لصنعتكم (٣) ، وستة أيام لصناعتكم ، فأبوا وقالوا : لا نريد إلا اليوم الذي فرغ الله فيه من الخلق [يوم](٤) السبت ، فجعل ذلك اليوم عليهم وشدد عليهم فيه ثم جاءهم عيسى عليهالسلام بيوم الجمعة ، فقالوا : لا نريد أن يكون عيدهم بعد عيدنا يعنون اليهود ، فاتخذوا الأحد فأعطى الله الجمعة لهذه الأمة فقبلوه وبورك لهم فيه (٥).
[١٢٧٥] أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي أنبأنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال : ثنا
__________________
[١٢٧٥] ـ صحيح. أحمد بن يوسف ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، عبد الرزاق هو ابن همام ، معمر هو ابن راشد.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٠٤٠ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٦٦٢٤ و ٧٠٣٦ ومسلم ٨٥٥ ح ٢١ وأحمد ٢ / ٢٧٤ و ٣١٢ والبيهقي ٣ / ١٧١ من طريق عبد الرزاق بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٢٣٨ و ٨٧٦ و ٦٨٨٧ ومسلم ٨٥٥ والنسائي ٣ / ٨٥ وأحمد ٢ / ٢٤٣ والبيهقي ٣ / ١٧٠ من طريقين عن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن هرمز أنه سمع أبا هريرة.
ـ أخرجه البخاري ٨٩٦ و ٣٤٨٦ وأحمد ٢ / ٢٧٤ و ٣٤١ والحميدي ٩٥٥ والبيهقي ٣ / ١٨٨ من طريق ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «لصنيعكم» وفي المخطوط «لصانعكم».
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) في المطبوع و ـ ط «فيها».