الصفحه ٢٧٣ : يسمح لنفسه بأن يتدخل من تلقاء نفسه ، وإنّما الله هو
الّذي بيده الأمر ، فهو الّذي يأذن له بالكلام
الصفحه ٢٧٤ : والمدافع عنه. ولكن هيهات أن
تكون القضية دائما رابحة. ذلك أنّ أحاديث الشّفاعة نفسها تذكر لنا حالات أخطأ فيها
الصفحه ٢٧٥ :
وهذا هو ما قاله
الرّسول صلىاللهعليهوسلم عن نفسه من أنّه في ذلك اليوم سوف يطلب تبرئة بعض النّاس
الصفحه ٢٨٠ : مِنْ بَعْدِهِمْ) (١).
والحقيقة أنّ
الله سبحانه أوجب على نفسه أن يعلم النّاس قبل أن يحملهم مسئوليتهم
الصفحه ٢٨٥ : العمل الّذي ألزم نفسي به ، أو أمتنع عنه ليس سوى عمل فطري طبيعي لا ينشأ عن
أي تحريم ، أو تكليف ، وذلك
الصفحه ٢٨٦ : لنا أرسطيا ، لأنّ أرسطو ـ نفسه ـ يجعل من بين
الحالات الجديرة بالمغفرة والرّحمة ـ حالة أخيل ، [Eschyle
الصفحه ٢٩١ :
ناشئا عن الجهل ، لأنّي مدرك لموقفي مدرك في الوقت نفسه للمبدأ الّذي كان من
الواجب أن يخضع له هذا الموقف
الصفحه ٢٩٣ : ء بعد فوات
الأوان ، لتسويغ نية أخرى أبعد غورا ، وتأصلا في نفسي ، وهذه النّيّة الأخيرة لا
يمكن تسويغها
الصفحه ٢٩٤ : في نفسه مهما يكن الأمر ، والله يقول : (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي
نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا
الصفحه ٢٩٦ : مستحيلا.
وأخيرا ، فإنّ
هذه النّظرية ، حين تكون منطقية مع نفسها بكلّ دقة ، تؤدي إلى إلغاء كلّ تقدم
الصفحه ٣٠١ : لغرائزنا ، ويبدو أنّ علم النّفس
المقارن يثبت على العكس أنّ الغرائز الإنسانية أقل صرامة ، وأكثر قابلية
الصفحه ٣٠٢ : ، على أن يطهر
كيانه الجواني ، ويحسنه ، أو يعميه ويفسده ، يقول الحقّ سبحانه : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها
الصفحه ٣٠٤ : الخاص. ومن المألوف في
هذا الصّدد مثال الإنسان الّذي يواجه عدوه ، فيأخذ في الهرب ، ويجد نفسه في مفترق
طرق
الصفحه ٣١٣ : الفعل ، على سواء. فمن فكرة معينة تولد طبيعيا
نتيجة ، ومن اتجاه رغبة ، ومن عاطفة حالة للنفس مناسبة ، ومن
الصفحه ٣١٧ : الأشخاص لا يجدون نفس اللّذة بالنسبة إلى كلّ الرّذائل ،
فلكلّ إنسان نقطة ضعفه الصّغيرة ، ومن هنا يقاوم بعض