الصفحه ٢٥٤ : الحاسمة ، يقدم محكمة الضّمير ، كيما يعد الحكم الأعلى ، ويسوغه ،
يقول الله سبحانه : (وَكُلَّ إِنسانٍ
الصفحه ٢٦٨ : المحاباة؟ ..
لقد كان هدف
جميع محاولات المفسرين أن يسوغوا الحكم الإلهي الّذي يسوي «في الواقع» بين طرفين
الصفحه ٢٧٨ : بإخلاص ، وهو أمر طبيعي. وعلى هذا المبدأ
تعتمد الحكمة القرآنية المشهورة : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللهِ
الصفحه ٢٩٠ : تحقيقه هو العمل المستحق
للثواب ، أو العقاب. وإذن فإنّ الإستحسان الأخلاقي ، أو الإستهجان كلاهما حكم يقوم
الصفحه ٢٩٢ : ـ ينتهي مع شديد الأسف إلى تبني
حكم خاطىء.
ولنأخذ مثالا
آخر ، يتعلق بالمقاتل ، وهو مثال نأخذه من القرآن
الصفحه ٢٩٧ : ـ أن يحظى بنفس التّقدير الّذي يستحقه في نظرنا أكثر
النّاس حكمة ، وأعظمهم إستنارة.
بيد أنّ «كانت»
لم
الصفحه ٣٠١ : هذا الخطأ سوى حكم إرادي ، أصدرناه على الأشياء الّتي
نعتقد أننا ندركها ، على حين أننا لا ندركها في
الصفحه ٣٠٢ : أعماق هذا الحكم المتشائم على
مقدمة متسرعة ، ودليل بليد؟ .. فقد أعتقد العقلاء ، في كلّ زمان ـ على عكس ذلك
الصفحه ٣٠٧ : السّابق ، غير أنّ هذا الحكم سوف يكون حظ إثباته بوساطة الأحداث بقدر ما
تستهوينا عاداتنا ، ولا يكون قط بقدر
الصفحه ٣١٤ : العامل
الجديد هو تدخل «ذاتنا الكلية» بنشاطها «التّركيبي» ، لتحسم المناقشة ، وتصدر
حكمها النّهائي ، الّذي
الصفحه ٣١٩ : الحكم الّذي نصدره مسبقا عن عجز إرادتنا. وبحسبنا
أن نشرع في محاولة ، مجرد إنتفاضة مصطنعة ، حتّى نسقط كلّ
الصفحه ٣٢١ :
والحكم الأخير؟ .. ولما ذا لا تكتفي بتقبل هذا الوضع ، والإغتباط به ، فإذا
بك تصدر أوامرك إلى قواك
الصفحه ٣٢٢ : قراراتنا. والواقع أنّ القرآن يذكرنا في
مواضع كثيرة بهذه الحقيقة ، فإنّ أكثر نصائح الحكمة إقناعا ، وأقوى
الصفحه ٣٢٣ :
ولكن من الغريب
أنّ هذا التّشدد في حكم المسئولية ، وهو الّذي لا يريد أن يستخرج أي عذر صحيح من
الصفحه ٣٢٦ : يدركها من قبل. فالواقع
إذن أشد تعقيدا من أن يطبق عليه إبراء خالص ، وبسيط ؛ والحكم بعدم المسئولية لا
ينبغي