قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

تحمیل

دستور الأخلاق في القرآن

680/962
*

في الشّرع ، ومعروفا بصفته هذه للذات ، وذلك هو تعريف هذه المجموعة الثّانية ، أو منطوقها نفسه ، (في مقابل المجموعة الثّالثة بخاصة).

ولكن يجب علاوة على هذا أن يكون الوعي بهذا الجواز شرطا «يكيف» حركة الإرادة نحو الغاية ، لا أن «يصاحبها» فحسب.

ويجب في هذا التّطابق بين الهوى والقاعدة ـ أنّ تقيد القاعدة تأثير الهوى ، وأن يكون هذا التّقييد مرضيا دون إكراه. وهنا نجد لونا يكاد يهرب أمام أعيننا ، ولكن من الضّروري بصفة مطلقة أن نحسب حسابه قبل العمل ، مخافة أن يرى المرء براءته تتحول إلى معصية.

ومن أجل هذه الضّرورة القصوى ، نجد أنّ القرآن عند ما ينظم بعض حالات الخروج على تحريم معين ، يؤكد تكليف من يريد استعمال هذا الحقّ ـ بأن يطمئن إلى أنّ استعماله لا يفرضه في الواقع ميل إلى الموضوع المحرم الّذي أبيح ، وهو قوله تعالى : (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١).

كيف نميز ، في حالة كهذه ، الأصل من التّبع المقيد؟ ..

هاكم طريقة على الأقل ، يستطيع كلّ إنسان أن يتصرف فيها ، على تفاوت في فاعليتها ، وذلك بأن يغير المرء شروط تجربته ، ولو ذهنيا ، فيسأل نفسه عمّا قد يفعله لو أنّ القاعدة كانت تحرم منفعة كهذه. ولسوف يكون حظ الإجابة الّتي نحصل عليها في إعلامنا بدافعنا الحقيقي ، بقدر حظنا من التّجارب فيما مضى ،

__________________

(١) المائدة : ٣.