قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

تحمیل

دستور الأخلاق في القرآن

527/962
*

خامسا : وأكثر ما تنبغي ملاحظته تلك العناية الّتي يبديها القرآن ، عند ما يتحدث عن شراب السّماء «فهو ينفي عنه صفة الإغتيال الّتي تتصف بها عادة المشروبات المعروفة في الحياة الدّنيا» ، ويقول القرآن في ذلك إنّ الصّالحين سوف يسقون : (شَراباً طَهُوراً) (١).

ولن تغشّي لذة الكأس على العقل ، لأنّها : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) (٢) ، ولن يصيبهم منها صداع ، ولا وصب : (لا يُصَدَّعُونَ عَنْها) (٣) ، ولن يصحبها كذب ، ولا ثرثرة : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً) (٤) ، ولن تؤدي بهم إلى إثمّ ، لأنّها : (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) (٥).

سادسا : نلاحظ نفس الإهتمام بموضوع الأزواج ، الّذي تعد مرات ذكره ـ مع ذلك ـ قليلة نسبيا. فالقرآن لم ترد فيه أية إشارة إلى معاشرة الرّجال للنساء (في الجنّة) ، ليس ذلك فحسب ، بل إنّه ـ بعد أن حدد أنّ النّساء سوف يكن أبكارا (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً) (٦) ، وسوف يظللن كذلك أبدا ـ قال : إنّ الحياة معهن ستكون حياة حبّ متبادل ، لأنّهنّ سيكنّ (عُرُباً) (٧) ، وهو حبّ بين شباب من سن واحدة : (وَكَواعِبَ أَتْراباً) (٨).

__________________

(١) الإنسان : ٢١.

(٢) الصّافات : ٤٧.

(٣) الواقعة : ١٩.

(٤) النّبأ : ٣٥.

(٥) الطّور : ٢٣.

(٦) الواقعة : ٣٦.

(٧) الواقعة : ٣٧ ، وهو جمع مفرده (عروب) وهي المرأة المتحبية إلى زوجها. انظر ، لسان العرب : ١ / ٥٩١.

(٨) النّبأ : ٣٣ ـ والكواعب جمع مفرده كاعب ، وكعاب : ناهدة الثّدي. انظر ، لسان العرب : ١ / ٧١٩.