قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

دستور الأخلاق في القرآن

تحمیل

دستور الأخلاق في القرآن

415/962
*

ملكوت الله ، وهذه كلّها تزاد لكم ... بيعوا مالكم وأعطوا صدقة ، أعملوا لكم أكياسا لا تفنى ، وكنزا لا ينفذ في السّموات ... لأنّه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضا» (١).

هذه التّعاليم ذاتها سوف يقدمها كذلك تلاميذ المسيح ، كتب القديس بولس في رسالته إلى تيموثاوس : «أوص الأغنياء في الدّهر الحاضر ألا يستكبروا ، ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى ، بل على الله الحي ، الّذي يمنحنا كلّ شيء بغنى للتمتع ... مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الأبدية» (٢) ، «ولا تحبوا العالم ، ولا الأشياء الّتي في العالم ... وهذا هو الوعد الّذي وعدنا هو به ، الحياة الأبدية» (٣)

وهكذا نجد أنّ الأمل الإنجيلي مكانه دائما هو الآخرة ، في حياة ما بعد الموت ، أللهمّ فيما عدا موضع واحد (٤) ، وعد فيه المسيح بمكافأة مزدوجة : في الحياة المقبلة ، وفي هذه الحياة (وهي إضافة نجدها في إنجيل مرقص ، الإصحاح العاشر الجملة : ٣٠ ، ولكنها غير موجودة في إنجيل متى ، الإصحاح التّاسع

__________________

(١) انظر ، إنجيل لوقا : ١٢ / ٢٩ ـ ٣٤.

(٢) انظر ، رسالة بولس الرّسول الأولى إلى ثيموثاوس : ٦ / ١٧ ـ ١٩.

(٣) انظر ، رسالة يوحنا الرّسول الأولى : ٢ / ١٥ ـ ٢٥.

(٤) ربما كان من المناسب أن نستثني أيضا بعض الفقرات في رسائل القديس بولس ، حيث وعد الأولاد المطيعين بالأعمار الطّوال على الأرض [رسالة بولس الرّسول إلى أهل أفسس ـ ٣] ، ووعد عامة النّاس بأن يزيدهم الله كلّ نعمة (مادية) لكي يكونوا ولهم كلّ إكتفاء ، كلّ حين ، في كلّ شيء ، يزدادون في كلّ عمل صالح ، فيعطوا المساكين ، [رسالة بولس الرّسول الثّانية إلى أهل كورنثوس ، الإصحاح التّاسع : / ٨ ـ ١١] ، وحيث يفسر كثرة الوفيات ، والعدد الكبير من المرضى ، والضّعفاء بالإخلال ببعض الواجب الدّيني ، (انظر ٢ ، رسالته الأولى إلى كورنثوس ، الإصحاح الحادي عشر : / ٢٩ ـ ٣٠).