وفضلا عن ذلك كان يحدث له أحيانا ، وهو يؤم صلاة الجماعة أن ينسى ، أو يزيد فيها بعض التّفاصيل ، مما يخالف صحتها. وفي ذلك يروي البخاري : «فلما سلم قيل له : يا رسول الله ، أحدث في الصّلاة شيء؟ قال : وما ذاك؟ .. قالوا : صليت كذا ، وكذا ، فثنى رجليه ، واستقبل القبلة ، وسجد سجدتين ، ثمّ سلّم ، فلما أقبل علينا بوجهه قال : إنّه لو حدث في الصّلاة شيء لنبأتكم به ، ولكن إنّما أنا بشر مثلكم ، أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني» (١) ... إلخ.
__________________
ـ السّنن الكبرى : ١٠ / ١٤٣ و ١٤٩ ، سنن ابن ماجه : ٢ / ٢٧٧ ح ٢٣١٧ ، سنن أبي داود : ٣ / ٣٠١ ح ٣٥٨٣ ، سنن التّرمذي : ٣ / ٦٢٤ ح ١٣٣٩ ، سنن النسائي : ٨ / ٢٣٣ ، وقد ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام : (قال كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يحكم بين الناس بالبينات والأيمان في الدّعاوى فكثرت المطالبات والمظالم فقال : أيّها الناس إنّما أنا بشر ...) ، كما جاء في كتاب وسائل الشّيعة : ١٨ / ١٦٩ ، والكتب الفقهية والحديثية.
(١) لا أدري كيف لا يلتفت المؤلف إلى الإختلاف بين العلماء ، والفقهاء وخاصة علماء الكلام في هذا الحديث وغيره ، لما فيه من اختلاف الألفاظ ، واختلاف النّسبة فتارة ينسب لذي اليدين ، وتارة أخرى لذي الشّمالين ، وثالثة ذكرا معا وفي رواية واحدة ، ورابعة للخرباق ، وخامسة لرجل من سليم ، وسادسة للسلمي ... إلخ ، ولذا ذهب بعضهم إلى رد الحديث أصلا لكثرة ألفاظه ، وإضطراب متنه ، فتارة القصة وقعت في صلاة العصر ، وأخرى في صلاة العشاء ، وثالثة في إحدى صلاتي العشي ، وكذا القول في سجدتي السّهو ، ولذا بعضهم ألف وكتب رسالة كاملة في سهو النّبي صلىاللهعليهوآله ، وبعضهم ردّ عليه ، والخلاصة سهو النّبي صلىاللهعليهوآله ، والخطأ منه كما يتصور البعض والعياذ بالله دونه خرط القتاد.
فالحديث ورد في صحيح البخاري : ١ / ١٢٢ و ١٧٣ و : ٢ / ٨٥ و : ٨ / ١٧٠ ، صحيح مسلم : ١ / ٤٠٣ ح ٩٧ ـ ١٠٢ ، مسند أحمد : ٢ / ٢٣٤ ـ ٤٥٩ ، سنن الدّارمي : ١ / ٣٥١ ، الموطأ للإمام مالك : ١ / ٩٣ ح ٥٨ ـ ٦٠ ، سنن ابن ماجه : ١ / ٣٨٣ ح ١٢١٣ ، سنن النّسائي : ٣ / ٢٠ ـ ٢٦ ، كتاب الأمّ للشافعي : ١ / ١٢٣ ـ ١٢٦ ، السّنن الكبرى : ٢ / ٣٣٥ ، إرشاد السّاري : ٢ / ٣٦٥ ، صحيح البخاري بشرح الكرماني : ٤ / ١٤٢ ، عمدة القاري : ٤ / ٢٦٢ ح ١٣٩ ، الفتح الرّباني : ٣ / ١٤٠ ، بالإضافة إلى الكتب الكلامية في عصمة النّبي صلىاللهعليهوآله.