تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (٤) الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (٦) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (٧) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (٨) وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) (٩)
(يَخْشى) لمن يخاف الله ، أو لمن يؤول أمره إلى الخشية.
٤ ـ (تَنْزِيلاً) بدل من تذكرة إذا جعل حالا ، ويجوز أن ينتصب بنزّل مضمرا ، أو على المدح ، أو بيخشى مفعولا ، أي أنزله الله تذكرة لمن يخشى تنزيل الله (مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ) من يتعلق بتنزيلا صلة له (الْعُلى) جمع العليا تأنيث الأعلى ، ووصف السماوات بالعلى دليل ظاهر على عظم قدرة خالقها.
٥ ـ (الرَّحْمنُ) رفع على المدح ، أي هو الرحمن (عَلَى الْعَرْشِ) خبر مبتدأ محذوف (اسْتَوى) استولى. عن الزّجّاج ، ونبه بذكر العرش وهو أعظم المخلوقات على غيره ، وقيل لمّا كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يردف الملك جعلوه كناية عن الملك فقالوا (١) استوى فلان على العرش أي ملك وإن لم يقعد على السرير البتة ، وهذا كقولك يد فلان مبسوطة أي جواد وإن لم يكن له يد رأسا ، والمذهب قول علي رضي الله عنه : الاستواء غير مجهول والتكييف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة لأنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان لم يتغير عما كان.
٦ ـ (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) خبر ومبتدأ ومعطوف (وَما بَيْنَهُما) أي ذلك كله ملكه (وَما تَحْتَ الثَّرى) ما تحت سبع الأراضين ، أو هو الصخرة التي تحت الأرض السابعة.
٧ ـ (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ) ترفع صوتك (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ) ما أسررته إلى غيرك (وَأَخْفى) منه وهو ما أخطرته ببالك ، أو ما أسررته في نفسك وما ستسرّه فيها.
٨ ـ (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) أي هو واحد بذاته وإن افترقت عبارات صفاته ردّ لقولهم إنك تدعو آلهة حين سمعوا أسماءه تعالى ، والحسنى تأنيث الأحسن.
٩ ـ (وَهَلْ) أي وقد (أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) خبره ، قفّاه بقصة موسى عليهالسلام
__________________
(١) في (ز) فقال.