(وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣) ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) (٣٤)
الإنجيل (وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) عن الحسن (١) أنه كان في المهد نبيا وكلامه معجزته ، وقيل معناه أنّ ذلك سبق في قضائه أو جعل الآتي لا محالة كأنه وجد.
٣١ ـ (وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ) نفّاعا حيث كنت ، أو معلما للخير (وَأَوْصانِي) وأمرني (بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ) إن ملكت مالا ، وقيل صدقة الفطر ، أو تطهير البدن ، ويحتمل وأوصاني بأن آمركم بالصلاة والزكاة (ما دُمْتُ حَيًّا) نصب على الظرف ، أي مدة حياتي.
٣٢ ـ (وَبَرًّا بِوالِدَتِي) عطفا على مباركا ، أي بارا بها أكرمها وأعظّمها (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً) متكبرا (شَقِيًّا) عاقا.
٣٣ ـ (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ) يوم ظرف والعامل فيه الخبر وهو عليّ (وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) أي ذلك السلام الموجه إلى يحيى في المواطن الثلاثة موجه إليّ إن كان حرف التعريف للعهد ، وإن كان للجنس فالمعنى وجنس السلام عليّ ، وفيه تعريض باللعنة على أعداء مريم وابنها ، لأنه إذا قال وجنس السلام عليّ فقد عرّض بأنّ ضدّه عليكم إذ المقام مقام مناكرة وعناد فكان مئنّة (٢) لمثل هذا التعريض.
٤٣ ـ (ذلِكَ) مبتدأ (عِيسَى) خبره (ابْنُ مَرْيَمَ) نعته ، أو خبر ثان أي ذلك الذي قال إني كذا وكذا عيسى بن مريم لا كما قالت النصارى إنه إله أو ابن الله (قَوْلَ الْحَقِ) كلمة الله ، فالقول الكلمة والحقّ الله ، وقيل له كلمة الله لأنه ولد بقوله كن بلا واسطة أب ، وارتفاعه على أنه خبر بعد خبر ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو بدل من عيسى ، ونصبه شامي وعاصم على المدح (٣) (الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) يشكون ، من المرية الشكّ ، أو يختلفون من المراء ، فقالت اليهود : ساحر كذاب ، وقالت النصارى : ابن الله وثالث ثلاثة.
__________________
(١) في (ظ) و (ز) روي عن الحسن.
(٢) مئنّة : علامة.
(٣) زاد في (ظ) و (ز) أو على المصدر أي أقول قول الحق هو ابن مريم وليس بإنه كما يدعونه.