(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (٢٤) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ) (٢٦)
النصيب الأوفر من الانتقام ، ولو قال بالضمير لم يفد هذه الفائدة.
٢٣ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) التوراة (فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ) شكّ (مِنْ لِقائِهِ) من لقاء موسى الكتاب ، أو من لقائك موسى ليلة المعراج ، أو يوم القيامة ، أو من لقاء موسى ربّه في الآخرة ، كذا عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم (وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) وجعلنا الكتاب المنزّل على موسى لقومه هدى.
٢٤ ـ (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً) بهمزتين كوفي وشامي (يَهْدُونَ) الناس (١) ويدعونهم إلى ما في التوراة من دين الله وشرائعه (بِأَمْرِنا) إياهم بذلك (لَمَّا صَبَرُوا) حين صبروا على الحقّ بطاعة الله ، أو عن المعاصي. لما صبروا حمزة وعليّ ، أي لصبرهم عن الدنيا ، وفيه دليل على أنّ الصبر ثمرته إمامة الناس (وَكانُوا بِآياتِنا) التوراة (يُوقِنُونَ) يعلمون علما لا يخالجه شكّ.
٢٥ ـ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٢) بين الأنبياء وأممهم ، أو بين المؤمنين والمشركين (فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) فيظهر المحقّ من المبطل.
٢٦ ـ (أَوَلَمْ) الواو للعطف على معطوف عليه منويّ من جنس المعطوف ، أي أولم يدع (يَهْدِ) يبيّن ، والفاعل الله بدليل قراءة زيد عن يعقوب نهد (لَهُمْ) لأهل مكة (كَمْ) لا يجوز أن يكون كم فاعل يهد لأنّ كم للاستفهام فلا يعمل فيه ما قبله ، ومحلّه نصب بقوله (أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ) كعاد وثمود وقوم لوط (يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) أي أهل مكة يمرّون في متاجرهم على ديارهم وبلادهم (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ) المواعظ فيتعظون (٣).
__________________
(١) في (ز) بذلك الناس.
(٢) في (ظ) و (ز) : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ) يقضي (بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ).
(٣) في (ز) فيتعظوا.