(وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤) أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (٣٥) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٣٧)
مختلفة لاختلاف أهوائهم ، فارقوا حمزة وعليّ (١) وهي قراءة عليّ (٢) رضي الله عنه ، أي تركوا دين الإسلام (وَكانُوا شِيَعاً) فرقا كلّ واحدة تشايع إمامها الذي أضلّها (كُلُّ حِزْبٍ) منهم (بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) فرح بمذهبه مسرور يحسب باطله حقا.
٣٣ ـ (وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ) شدّة من هزال أو مرض أو قحط أو غير ذلك (دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً) أي خلّاصا من الشدة (إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) في العبادة.
٣٤ ـ (لِيَكْفُرُوا) هذه لام كيّ وقيل لام الأمر للوعيد (بِما آتَيْناهُمْ) من النّعم (فَتَمَتَّعُوا) بكفركم قليلا ، أمر وعيد (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) وبال تمتعكم.
٣٥ ـ (أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً) حجة (فَهُوَ يَتَكَلَّمُ) وتكلّمه مجاز ، كما تقول كتابه ناطق بكذا ، وهذا مما نطق به القرآن ومعناه الشهادة ، كأنه قال : فهو يشهد بشركهم وبصحّته (بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) ما مصدرية أي بكونهم بالله يشركون ، أو موصولة ويرجع الضمير إليها ، أي فهو يتكلّم بالأمر الذي بسببه يشركون ، أو معنى الآية أم أنزلنا عليهم ذا سلطان ، أي ملكا معه برهان فذلك الملك يتكلّم بالبرهان الذي بسببه يشركون.
٣٦ ـ (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً) أي نعمة من مطر أو سعة أو صحة (فَرِحُوا بِها) بطروا بسببها (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) أي بلاء من جدب ، أو ضيق أو مرض (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) بسبب شؤم معاصيهم (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) من الرحمة ، وإذا المفاجأة جواب الشرط نابت عن الفاء لتآخيهما في التعقيب.
٣٧ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ
__________________
(١) علي بن حمزة ـ الكسائي ترجم له في ١ / ٤.
(٢) علي بن أبي طالب رضي الله عنه ترجم له في ٣ / ١٤٩.