(وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) (٢٠)
والثناء عليه بالخير في هذه الأوقات لما يتجدّد فيها من نعمة الله الظاهرة ، أو الصلاة ، فقيل لابن عباس : هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ فقال : نعم وتلا هذه الآية ، وهو نصب على المصدر ، والمعنى نزّهوه عما لا يليق به ، أو صلّوا لله (حِينَ تُمْسُونَ) صلاة المغرب والعشاء (وَحِينَ تُصْبِحُونَ) صلاة الفجر.
١٨ ـ (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) اعتراض ، ومعناه أنّ على المميّزين كلّهم من أهل السماوات والأرض أن يحمدوه ، وفي السماوات حال من الحمد (وَعَشِيًّا) صلاة العصر ، وهو معطوف على حين تمسون ، وقوله عشيا متصل بقوله حين تمسون (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) صلاة الظهر ، أظهر أي دخل في وقت الظهيرة ، والقول الأكثر أنّ الصلوات الخمس فرضت بمكّة.
١٩ ـ (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) الطائر من البيضة أو الإنسان من النّطفة ، أو المؤمن من الكافر (وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) أي البيضة من الطائر ، أو النطفة من الإنسان ، أو الكافر من المؤمن ، والميت بالتخفيف فيهما مكي وشامي وأبو عمرو وأبو بكر وحماد ، وبالتشديد غيرهم (وَيُحْيِ الْأَرْضَ) بالنبات (بَعْدَ مَوْتِها) يبسها (وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) تخرجون حمزة وعليّ وخلف ، أي ومثل ذلك الإخراج تخرجون من قبوركم ، والكاف في محلّ النصب بتخرجون ، والمعنى أنّ الإبداء والإعادة يتساويان في قدرة من هو قادر على إخراج الميت من الحي وعكسه ، روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : (من قرأ فسبحان الله حين تمسون إلى الثلاث وآخر سورة والصافات دبر كلّ صلاة كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر الأمطار وورق الأشجار وتراب الأرض فإذا مات أجري له بكل حرف عشر حسنات في قبره) قال عليهالسلام : (من قرأ حين يصبح فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون إلى قوله وكذلك تخرجون أدرك ما فاته في يومه ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته) (١).
٢٠ ـ (وَمِنْ آياتِهِ) ومن علامات ربوبيته وقدرته (أَنْ خَلَقَكُمْ) أي أباكم
__________________
(١) قال ابن حجر : قال البخاري لا يصح.