(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (١٣) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦) فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (١٧)
١١ ـ (اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) ينشئهم (ثُمَّ يُعِيدُهُ) يحييهم بعد الموت (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بالياء أبو عمرو وسهل.
١٢ ـ (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ) ييأس ويتحيّر ، يقال ناظرته فأبلس إذا لم ينبس ويئس من أن يحتجّ (الْمُجْرِمُونَ) المشركون.
١٣ ـ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ) من الذين عبدوهم من دون الله ، وكتب (شُفَعاءُ) في المصحف بواو قبل الألف ، كما كتب علماء بني إسرائيل ، وكذلك كتبت السوء بالألف قبل الياء إثباتا للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها (وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) أي يكفرون بآلهتهم ويجحدونها ، أو وكانوا في الدنيا كافرين بسببهم.
١٤ ـ (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) الضمير في يتفرقون للمسلمين والكافرين لدلالة ما بعده عليه حيث قال :
١٥ ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ) أي بستان ، وهي الجنة ، والتنكير لإبهام أمرها وتفخيمه (يُحْبَرُونَ) يسرّون ، يقال حبره إذا سرّه سرورا تهلّل له وجهه وظهر فيه أثره ، ثم اختلف فيه لاحتمال وجوه المسارّ ، فقيل يكرمون وقيل يحلّون ، وقيل هو السماع في الجنة.
١٦ ـ (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ) أي البعث (فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) مقيمون لا يغيبون عنه ولا يخفّف عنهم كقوله : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) (١) لما ذكر الوعد والوعيد أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجّي من الوعيد فقال :
١٧ ـ (فَسُبْحانَ اللهِ) والمراد بالتسبيح ظاهره الذي هو تنزيه الله من السوء
__________________
(١) المائدة ، ٥ / ٣٧.