(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦) وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (١٧) وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (١٨) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (١٩) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (٢٠)
مكية ، وقيل القائل عمر أو معاذ رضي الله عنهما.
١٥ ـ (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ) بعد ما ذكرنا من أمركم (لَمَيِّتُونَ) عند انقضاء آجالكم.
١٦ ـ (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ) تحيون للجزاء.
١٧ ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) جمع طريقة ، وهي السماوات ، لأنها طرق الملائكة ومتقلباتهم (وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) أراد بالخلق السماوات ، كأنه قال خلقناها فوقكم وما كنا غافلين عن حفظها ، أو أراد به الناس وأنه إنما خلقها فوقهم ليفتح عليهم الأرزاق والبركات منها ، وما كان غافلا عنهم وعما يصلحهم.
١٨ ـ (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (بِقَدَرٍ) بتقدير يسلمون معه من المضرّة ويصلون إلى المنفعة ، أو بمقدار ما علمنا من حاجاتهم (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) كقوله : (فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ) (١) وقيل جعلناه ثابتا في الأرض ، فماء الأرض كلّه من السماء ، ثم استأدى شكرهم بقوله (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) أي كما قدرنا على إنزاله نقدر على إذهابه فقيّدوا هذه النعمة بالشكر.
١٩ ـ (فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ) بالماء (جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها) في الجنات (فَواكِهُ كَثِيرَةٌ) سوى النخيل والأعناب (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) أي من الجنات ، أي من ثمارها ، ويجوز أنّ هذا من قولهم فلان يأكل من حرفة يحترفها ومن ضيعة (٢) يغتلّها ، أي أنها طعمته وجهته التي منها يحصل رزقه ، كأنه قال وهذه الجنات وجوه أرزاقكم ومعايشكم منها ترتزقون (٣) وتتعيّشون.
٢٠ ـ (وَشَجَرَةً) عطف على جنات ، وهي شجرة الزيتون (تَخْرُجُ مِنْ طُورِ
__________________
(١) الزمر ، ٣٩ / ٢١.
(٢) في (ز) صنعة.
(٣) في (ز) ترزقون.