(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (٦)
وجمع الاهتمام ، وأضيفت الصلاة إلى المصلين لا إلى المصلّى له لانتفاع المصلّي بها وحده ، وهي عدته وذخيرته ، وأما المصلّى له فغنيّ عنها.
٣ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) اللغو كلّ كلام ساقط حقّه أن يلغى كالكذب والشتم والهزل ، يعني أنّ بهم (١) من الجدّ ما شغلهم عن الهزل ، ولمّا وصفهم بالخشوع في الصلاة أتبعه الوصف بالإعراض عن اللغو ليجمع لهم الفعل والترك الشاقين على الأنفس اللّذين هما قاعدتا بناء التكليف.
٤ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) مؤدون ، ولفظ فاعلون يدلّ على المداومة بخلاف مؤدون ، وقيل الزكاة اسم مشترك يطلق على العين وهو القدر الذي يخرجه المزكّي من النصاب إلى الفقير ، وعلى المعنى وهو فعل المزكّي الذي هو التزكية وهو المراد هنا ، فجعل المزكّين فاعلين له ، لأنّ لفظ الفعل يعمّ جميع الأفعال كالضرب والقتل ونحوهما ، فتقول للضارب والقاتل والمزكي فاعل (٢) الضرب والقتل والتزكية ، ويجوز أن يراد بالزكاة العين ويقدر مضاف محذوف وهو الأداء ، ودخل اللام لتقدّم المفعول وضعف اسم الفاعل في العمل ، فإنك تقول هذا ضارب لزيد ولا تقول ضرب لزيد.
٥ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) الفرج يشمل سوءة الرجال (٣) والمرأة.
٦ ـ (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) في موضع الحال ، أي إلّا والين على أزواجهم ، أو قوّامين عليهنّ من قولك كان زياد على البصرة أي واليا عليها ، والمعنى أنهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال إلا في حال تزوّجهم أو تسرّيهم ، أو تعلق على بمحذوف يدلّ عليه غير ملومين ، كأنه قيل يلامون إلّا على أزواجهم ، أي يلامون على كلّ مباشرة إلّا على ما أطلق لهم فإنهم غير ملومين عليه ، وقال الفراء : إلا من أزواجهم أي زوجاتهم (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) أي إمائهم ولم يقل من لأنّ المملوك جرى مجرى غير العقلاء ، ولهذا يباع كما تباع البهائم (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) أي لا لوم عليهم إن لم يحفظوا فروجهم عن نسائهم وإمائهم.
__________________
(١) في (ز) لهم.
(٢) في (ز) فعل.
(٣) في (ظ) و (ز) الرجل.