(وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (٩٧) إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (٩٨) لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (٩٩) لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ (١٠٠) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) (١٠١)
سدّهما ، فحذف المضاف كما حذف المضاف إلى قرية ، فتّحت شامي ، وهما قبيلتان من جنس الإنس ، يقال الناس عشرة أجزاء تسعة منها يأجوج ومأجوج (وَهُمْ) راجع إلى الناس المسوقين إلى المحشر ، وقيل هم يأجوج ومأجوج يخرجون حين يفتح السدّ (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ) نشر من الأرض ، أي ارتفاع (يَنْسِلُونَ) يسرعون.
٩٧ ـ (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) أي القيامة ، وجواب إذا (فَإِذا هِيَ) وهي إذا المفاجأة ، وهي تقع في المجازاة سادة مسدّ الفاء كقوله : (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) (١) فإذا جاءت الفاء معها تعاونتا على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد ، ولو قيل فهي شاخصة ، أو إذا هي شاخصة كان سديدا ، وهي ضمير مبهم يوضحه الأبصار ويفسّره (شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي مرتفعة الأجفان ، لا تكاد تطرف من هول ما هم فيه (يا وَيْلَنا) متعلق بمحذوف تقديره يقولون يا ويلنا ، ويقولون حال من الذين كفروا (قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) اليوم (بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ) بوضعنا العبادة في غير موضعها.
٩٨ ـ (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) يعني الأصنام وإبليس وأعوانه ، لأنهم بطاعتهم لهم واتّباعهم خطواتهم في حكم عبدتهم (حَصَبُ) حطب ، وقرئ حطب (جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) فيها داخلون.
٩٩ ـ (لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً) كما زعمتم (ما وَرَدُوها) ما دخلوا النار (وَكُلٌ) أي العابد والمعبود (فِيها) في النار (خالِدُونَ).
١٠٠ ـ (لَهُمْ) للكفار (فِيها زَفِيرٌ) أنين وبكاء وعويل (وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ) شيئا ما لأنهم صاروا صمّا وفي السّماع نوع أنس فلم يعطوه.
١٠١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) الخصلة المفضلة في الحسن ،
__________________
(١) الروم ، ٣٠ / ٣٦.