ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (٣) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً (٤) ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً (٥) فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (٦) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (٧)
(الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ) أي بأنّ لهم (أَجْراً حَسَناً) أي الجنة ، ويبشر حمزة وعليّ.
٣ ـ (ماكِثِينَ) حال من هم في لهم (فِيهِ) في الأجر وهو الجنة (أَبَداً).
٤ ـ (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) ذكر المنذرين دون المنذر به بعكس الأول استغناء بتقديم ذكره.
٥ ـ (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ) أي بالولد ، أو باتخاذه ، يعني أنّ قولهم هذا لم يصدر عن علم ولكن عن جهل مفرط ، فإن قلت : اتخاذ الله ولدا في نفسه محال فكيف قيل ما لهم به من علم؟ قلت : معناه ما لهم به من علم لأنه ليس مما يعلم لاستحالته ، وانتفاء العلم بالشيء إمّا للجهل بالطريق الموصل إليه أو لأنه في نفسه محال (وَلا لِآبائِهِمْ) المقلّدين (كَبُرَتْ كَلِمَةً) نصب على التمييز ، وفيه معنى التعجب كأنه قيل ما أكبرها كلمة ، والضمير في كبرت يرجع إلى قولهم اتخذ الله ولدا ، وسميت كلمة كما يسمون القصيدة بها (تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) صفة لكلمة تفيد استعظاما لاجترائهم على النطق بها وإخراجها من أفواههم فإنّ كثيرا مما يوسوسه الشيطان في قلوب الناس من المنكرات لا يتمالكون أن يتفوهوا به بل يكظمون عليه فكيف بمثل هذا المنكر (إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) ما يقولون ذلك إلا كذبا هو صفة لمصدر محذوف أي قولا كذبا.
٦ ـ (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) قاتل نفسك (عَلى آثارِهِمْ) أي آثار الكفار ، شبّهه وإياهم حين تولوا عنه ولم يؤمنوا به وما تداخله من الأسف على تولّيهم برجل فارقه أحبته فهو يتساقط حسرات على آثارهم ويبخع نفسه وجدا عليهم وتلهفا على فراقهم (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ) بالقرآن (أَسَفاً) مفعول له أي لفرط الحزن ، والأسف المبالغة في الحزن والغضب.
٧ ـ (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها) أي ما يصلح أن يكون زينة لها ولأهلها من زخارف الدنيا وما يستحسن منها (لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) وحسن العمل الزهد فيها وترك الاغترار بها.