فهو المرجع فيه بلا بينة وبرهان. وكيف كان (١) ، فما قيل أو يمكن أن يقال في بيان
______________________________________________________
(١) حاصله : ان كلمة الشيخ الرئيس ليس المراد منها الاشارة الى ان الاصل المتبع عند العقلاء هو البناء على امكان ما شك في امكانه وامتناعه ، بل هي كلمة جرت منه على حسب ما كان حاصلا له في وجدانه ، بل في وجدان كل من سمع الامر الغريب ، فان من الوجدانيات لكل احد انه اذا سمع امرا غريبا يحصل له احتمال صحته وفساده ، وغرابته ربما تدعو اول وهلة الى الحكم بفساده ، ولكنه لا ينبغي له قبل الفحص عنه ان يرفع هذا الامر الغريب عن بقعة الاحتمال ، بل عليه ان يذره في بقعته حتى يرفعه عنها واضح البرهان. نعم لو سبق عنده قيام البرهان المانع لكان ذائدا له عن ايداعه في بقعة الاحتمال.
وقد تبين انه اذا كان المراد من الامكان في كلمة الرئيس هو الاحتمال المقابل للقطع والايقان دون الامكان المقابل للوجوب والامتناع ، فلا بد وان يكون الموطن والمحل له هو الوجدان المتحقق في افق النفس ، لانه هو الموطن والمحل للاحتمال المقابل للقطع والايقان ، بخلاف ما اذا كان المراد منه هو المقابل للوجوب والامتناع ، فان مقرّه هو العمل وترتيب الاثر الخارجي على المشكوك ، والى هذا اشار بقوله : «ومن الواضح» أي بعد ان كان المراد من الامكان في كلمة الرئيس هو الاحتمال المقابل للقطع والايقان يتضح «ان لا موطن له» أي لا موطن لهذا الامكان «الّا الوجدان» لان الوجدان هو موطن الاحتمال.
ولما كان ايضا ان من سماع الامر الغريب يحصل احتمال صحته وفساده في افق النفس بالوجدان ، والامور الوجدانية لا تتوقف على برهان يدل على تحققها بل تحققها يكون محسوسا بنفسه في افق النفس والوجدان قال (قدسسره) : «فهو المرجع فيه بلا بينه ولا برهان».
ويتضح ايضا من هذا انه اذا كان المراد من الامكان هو الاحتمال الذي موطنه الوجدان انه لا يعقل ان يكون النزاع في امكان التعبد بالامارات غير العلمية ـ بين