في نفسه موف به يدين به ربه ، فاذا مرّ عليه يراه في صورة خنزير فيستدعيه ويقول له تب إلى الله فإنّك شيعيّ رافضيّ ، فيبقى الآخر متعجبا من ذلك ، فإن تاب وصدق في توبته رآه إنسانا ، وإن قال به بلسانه تبت وهو يضمر مذهبه لا يزال يراه خنزيرا ، فيقول كذبت في قولك تبت ، إلى آخر ما ذكره لعنه الله وأخزاه فإنّه أخبر من كشفه عن سؤته فهذا حال من ادّعى منهم الكشف والشهود.
دم زند از كشف ونبود جز هوس |
|
كشف عورت ميكند امّا ز پس |
ودع الخطب فيه وفي أصحابه وأحزابه الذين كانوا على السنّة الشنيعة
فدع عنك نهبا صيح في حجراته |
|
ولكن حديثا ما حديث الرواحل |
وهلّم الخطب في بعض من تبعهم على غرّة وغفلة من الشيعة الإمامية الذين لم يقتصّوا آثار أئمتهم في مذاهبهم ، ومشاربهم ، ومسالكهم حتى ظهر منهم القول بوحدة الوجود ، والأعيان الثابتة ، وانبساط وجوده على الأعيان والقول بفاعليته بالتجلي لا الاختيار (١) ، وأنّ عذاب النار ينقطع عن الكفّار وهذا كله إنّما نشأ من انحرافات الطريقة ، واعوجاج السليقة ، وقد قال سبحانه : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) (٢)
والمراد بالطريقة مقتضيات الولاية ، وقد أمر بالوزن واقامة الميزان في قوله : (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) (٣) ، وقوله : (وَالسَّماءَ) (اي النبوة) (رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) (اي الولاية) (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا
__________________
(١) قدر مر تفصيل هذا القول في التعليقات السابقة.
(٢) الجن : ١٦.
(٣) الإسراء : ٣٥.