الضعيفة التي ستسمع ضعف الجميع ، سيّما بعد قيام ضرورة دين الإسلام على فساده ، وتظافر الآيات والأخبار الدالّة على خلودهم فيها معذّبين.
بل هذا القول وإن أبداه ابن العربي وتبعه فيه كثير من المبتعدين والمنحرفين عن طريقة الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ، بل ربما مال إليه بعض المنتحلين بهذا الدين كالصدر الأجلّ الشيرازي في بعض كتبه ، إلّا أنّه مقالة شرذمة من اليهود حيث قالوا : (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) (١) ، فرد الله عليهم بقوله : (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٢) ، (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٣) ، الى غير ذلك من المذاهب السخيفة الباطلة التي يدعون فيها الكشف والشهود ، مع قيام قواطع الأدلّة على خلافها ، حسبما سمعت شطرا منها.
بل ربما يدّعون أنّهم قد شاهدوا في مكاشفاتهم وتجلّياتهم ولبعض مشايخهم أو خلفائهم مناصب جليلة ، ومراتب عظيمة ربما تكون مضحكة للثكلى بل ذكر مميت الدين ابن العربي في حتوفاته في ترجمة من سمّاهم بالأولياء الرجبيين : ان الذي رأيته منهم قد أبقى عليه كشف الروافض من أهل الشيعة في تمام السنة ، فكان يراهم خنازير ، فأتي الرجل المستور الذي لا يعرف عليه هذا المذهب قطّ ، وهو
__________________
على أخبارهم المجعولة وأحاديثهم الموضوعة ، وقد تبعهما في حديثهم المرسل المجعول المتصوف الجامي في شرح منتخب الفصوص حيث نقل عن النبيّ (ص) إنّ بعض أهل النار يتلاعبون بالنار ، وهذه الأحاديث مضافا إلى مخالفتها لصريح الآيات وروايات المتواترات قد نصّ في أخبارهم بأنها مجعولة كاذبة.
(١) البقرة : ٨٠.
(٢) البقرة : ٨٠.
(٣) البقرة : ٨١.