العربي وغيره.
وكالقول بانقطاع العذاب للمشركين والكفار من أهل النار ، وأن النار تصير رحمة لهم ، والعذاب عذبا للمجانسة (١) ، وبجواز خلف الوعيد وغيرهما من الوجوه
__________________
١٦ ـ ابو طالب مؤمن قريش للخنيزي.
١٧ ـ الحجّة على الذاهب للسيد شمس الدين بن معد.
١٨ ـ ابو طالب وبنوه للسيد محمّد علي آل السيد عليخان.
(١) قال ابن العربي في الفص اليونسي من الفصوص : وأمّا أهل النار فمآلهم إلى النعيم ولكن في النار إذ لا بدّ لصورة النار بعد انتهاء حدّة العقاب أن يكون بردا وسلاما على من فيها وهذا نعيمهم فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين القي في النار.
قال القيصري في شرحه : أي مآل أهل النار إلى النعيم المناسب لأهل الجحيم إمّا بالخلاص من العذاب والالتذاذ به بالتعود أو تجلّى الحق في صورة اللطف في عين النهار كما جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم ولكن ذلك بعد انتهاء مدة العقاب كما جاء : ينبت في قعر جهنم الجرجير ، وما جاء نص بخلود في النار ولا يلزم منه الخلود في العذاب.
وقال القيصري أيضا في شرحه الفصّ الهودي : واعلم أنّ كل من اكتحلت عينه بنور الحق يعلم أنّ العالم بأسره عباد الله وليس لهم وجود وصفة وفعل إلا بالله وحوله وقوته ، وكلهم محتاجون إلى رحمته وهو الرحمن الرحيم ومن شأن من هو موصوف بهذه الصفات أن لا يعذّب أحدا عذابا أبدا وليس ذلك المقدار من العذاب أيضا إلا لأجل إيصالهم إلى كمالاتهم المقدرة لهم كما يذهب الذهب والفضة في النار لأجل الخلاص مما يكدّره وينقض عباده فهو متضمن لعين اللطف والرحمة كما قيل :
وتعذيبكم عدل وسخطكم رضا |
|
وقطعكم وصل وجوركم عدل |
قال شارح نهج البلاغة العلّامة الخوئي بعد ذكر هذه الكلمات السخيفة :
أقول : فلينظر العاقل إلى هذين الضليلين كيف يخالفان إجماع المسلمين ، وينبذان آيات الكتاب المبين وراء ظهورهما بآرائهم الفاسدة والاستحسانات الكاسدة ، ويعتمدان في ذلك