زمان ومكان وأكوان وألوان.
وقال في موضع آخر : إن المفهوم من كون القرآن حروفا أمران : الأمر الواحد المسمّى قولا وكلاما ولفظا ، والأمر الآخر كتابة ورقما وخطّا والقرآن يخطّ فله حروف الرقم وينطق به فله حروف اللّفظ فلمّا يرجع كونه حروفا منطوقا بها هل لكلام الله الذي صفته أو هل للمترجم عنه فاعلم أن الله سبحانه قد أخبرنا بنبيّه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أنّه سبحانه يتجلّى في القيمة في صور مختلفة فيعرف وينكر ومن كانت حقيقته تقبل التجلّي فلا يعد أن يكون الكلام بالحروف المتلفظ بها المسماّة كلام الله لبعض تلك الصور كما يليق بجلاله وكما نقول يتجلّى في صورته كما يليق بجلاله كذلك نقول تكلّم بحروف وصوت كما يليق بجلاله إلى ان قال : فإذا تحقّقت ما قرّرناه تبيّنت أنّ كلام الله هو هذا المتلّو المسموع المتلفظ به المسمى قرآنا وتورية وزبورا وانجيلا.
وقال في الفصل الثاني من الباب الثامن والتسعين والمأة في جملة كلام له : نطق عيسى ببرائة أمّه في غير الحالة المعتادة ليكون آية فكان نطقه كلام الله في نفس الرحمن فنفس الله عن امه بذلك ما كان أصابها من كلام أهلها بما نسبوها اليه مما طهرّها الله عنه ، ومن هنا قالت المعتزلة : إنّ المتكلم من خلق الكلام فيما ليس من شأنه أن يتكلّم مثل الجماد والنبات وغيرهما إلى أن قال : إنّ كلام الله علمه وعلمه ذاته ، ولا يصح أن يكون كلامه ليس هو ، فإنّه كان يوصف بأنه محكوم عليه للزائد على ذاته ، وهو لا يحكم عليه عزوجل وكل ذي كلام موصوف بأنّه قادر على أن يتكلّم ، فيكون كلامه مخلوقا وكلامه قديم في مذهب الأشعري وعين ذاته في مذهب غيره من العقلاء ، فنسبة الكلام إلى الله مجهولة لا يعرف كما أنّ ذاته تعالى لا تعرف.
وقال في الفصل السادس منه فليس الكون بزائد على كن بواوها الغيبية