(١) والريح عذاب على قوم ورحمة للآخرين.
وهم (عليهمالسلام) كذلك كالقرآن المقرون إليهم بقول النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي قال الله (عزوجل) : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (٢) وقال تعالى : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ) (٣).
وهم (عليهمالسلام) أصحاب المشاهد المتفرقة على المعنى الذي ذهب اليه من قال : إنّ العترة هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا وبركاتهم منبثة في المشرق والمغرب (٤).
انتهى كلامه زيد مقامه ، وإنّما حكيناه بطوله لاشتماله على معاني العترة وتطبيقها على ما هو المقصود به في المقام ولو على وجه المجاز والاستعارة وإن كان كثير منها لا يخلو عن تكلّف ولعلّ الأولى من جميع ذلك ما أشرنا إليه من كونه مفسّرا في كلام النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بأهل البيت ولو على وجه البدلية أو عطف البيان حسبما مرّت اليه الإشارة.
ثالثها : أنه قد يقال : المراد بعدم افتراقهما أنّ لفظ القرآن كما انزل وتفسيره
__________________
(١) عن ابن عباس انه قال : الماء والريح جندان من جنود الله ، والريح جند الله الأعظم ـ بحار الأنوار ج ١٤ ط. القديم.
(٢) الإسراء : ٨٢.
(٣) التوبة : ١٢٤ ـ ١٢٥.
(٤) بحار الأنوار ج ٧ ص ٣١ ط. القديم نقلا عن الصدوق (قدسسره).