«زيد الشهيد» ولد سنة (٧٩) ه.
قال في «التكملة» : اتفق علماء الإسلام على جلالته وثقته وورعه وعلمه وفضله ، وقد روي في ذلك أخبار كثيرة ، حتى عقد ابن بابويه في «العيون» بابا لذلك.
وقال الشيخ المفيد في «الإرشاد» : كان زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام عين إخوته بعد أبي جعفر عليهالسلام وأفضلهم ، وكان ورعا عابدا فقيها سخيّا شجاعا وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويطلب بثارات الحسين عليهالسلام.
وصرّح الشهيد رحمهالله في «القواعد» في بحث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنّ خروجه كان بإذن الإمام عليهالسلام (١).
قال الزركلي في الأعلام : عدّه الجاحظ من خطباء بني هاشم ، وقال أبو حنيفة : ما رأيت في زمانه أفقه منه ، ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا ...
كان إقامته بالكوفة فاشخص الى الشّام ، فضيّق عليه هشام بن عبد الملك وحبسه خمسة أشهر ، وعاد إلى العراق ثم إلى المدينة ، فلحق به بعض أهل الكوفة يحرّضونه على قتال الأمويين ، ورجعوا به الى الكوفة سنة (١٢٠) ه فبايعه أربعون ألفا على الدعوة الى الكتاب والسنّة ، وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين ، وإعطاء المحرومين ، ونصر أهل البيت وكان العامل على العراق يومئذ يوسف بن عمر الثقفي ، فكتب إلى الحكم بن الصلت وهو في الكوفة أن يقاتل زيدا ، فنشبت معارك انتهت بمقتل زيد بسنة (١٢١) ه وحمل رأسه إلى الشام فنصب على باب دمشق ، ثم أرسل إلى المدينة فنصب عند قبر النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يوما
__________________
(١) تنقيح المقال ج ١ / ٤٦٧.