وقال الباقر عليهالسلام : لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله ـ عزوجل ـ حملة لنشرت التوحيد والإسلام والإيمان والشرائع من الصمد الخبر (١).
فاتّضح أنّ رتبة القرآن مساوق لرتبة نبينا (صلىاللهعليهوآلهوسلم) إلّا ان الاختلاف من جهة التكوين والتدوين فهما في عرضين من طول واحد فالاختلاف عرضي لا طولي.
وأمّا مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام ، فهو وإن ساوق رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في السلسلة الطولية التكوينية إلّا أنّه متأخر عنه في هذه السلسلة بحرف واحد طولها ثمانون ألف سنة حسبما سمعت فالقرآن جامع لجميع علوم النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) مساوق معه في التدوين وإنّما كان (صلىاللهعليهوآلهوسلم) مأمورا بتعليم علوم القرآن وتبليغ شرائعه وآدابه واحكامه وسننه ولطائفه وإشاراته وحقائقه.
ولمّا كان الناس يومئذ غير مستعدّين ولا متأهلين لا لاستماع ذلك كله لجمود طبائعهم على الجاهلية الجهلاء ، وخمود فطرتهم الأصليّة بالانحراف والشفاء فبعثه الله وليس أحد من العرب يقرء كتابا ولا يعرف علما حين فترة من الرسل وطول هجعة من الأمم واغترام من الفتن ، وانتشار من الأمور ، وتلظّ من الحروب ، والدنيا
__________________
تفسير فاتحة الكتاب.
ومنهم محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤل ص ٢٦ ط. طهران قال : قال (عليهالسلام) لو شئت لأوقرت بعيرا من تفسير بسم الله الرحمن الرحيم.
ومنهم الشعراني في لطائف المنن ج ١ ص ١٧١ ط مصر قال : وروينا عن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) أنه كان يقول : لو شئت لأوقرت لكم ثمانين بعيرا من معنى الباء.
(١) بحار الأنوار ج ٣ ط. طهران الاخوندي.