أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٨٧))
المفردات :
(ذُرِّيَّةٌ) الصغار من قومه (أَنْ يَفْتِنَهُمْ) الفتنة الاختبار والابتلاء بالشدائد (لَعالٍ) قوى شديد البطش والفتك.
المعنى :
ألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون ، وظهر الحق وبطل ما كانوا يعملون ، وألقى السحرة ساجدين ، وقال فرعون : آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه ، لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ، ولأصلبنكم أجمعين إزاء هذا العمل الفاجر ، والقوة الغاشمة : وبسبب هذا كله ما آمن لموسى وما استسلم له إلا ذرية من قومه بنى إسرائيل ، آمنوا على خوف من فرعون وأعوانه ، أن يبتلوهم بالشدائد ، وأن يفتنوهم عن الإيمان ، والحال أن فرعون لقوى البطش شديد الفتك قال : سنقتل أبناءهم ونستحيى نساءهم وإنا فوقهم قاهرون. وإن فرعون لمن المسرفين المتجاوزين حدود العقل والإنسانية ، وهكذا كل جبار عتيد.
وإذا كان لم يؤمن لموسى إلا الشبان المراهقون من قومه وجماعة من قوم فرعون يكتمون إيمانهم خوفا من بطش فرعون بعد ظهور هذه الآيات الكونية الظاهرة التي لا تدع شكا لناظر ، فأنت يا محمد لا تحزن ولا تغتم بسبب إعراض قومك عن الإيمان بك ، ولك في الأنبياء قبلك الأسوة الحسنة.
وقال موسى : يا قوم إن كنتم آمنتم ، فاصبروا ، وكونوا مؤمنين حقّا بالله ، وعليه وحده توكلوا ، وإليه وحده الجأوا إن كنتم مسلمين ..
فقالوا : على الله وحده توكلنا ، وبه وحده استعنا على أعدائنا وأعداء ديننا ، ودعوا الله قائلين : ربنا لا تجعلنا فتنة بأن تنصرهم علينا فيفتتن الناس ويقولون : لو كان هؤلاء