وفي كتاب الكشاف للزمخشري في تفسير هذه الآية «فإن قلت : كيف كان القرآن تبيانا لكل شيء؟ قلت. المعنى : أنه بين كل شيء من أمور الدين حيث كان نصّا على بعضها أو أحاله على ما فيه باتباع رسول الله وطاعته (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) أو حثا على الإجماع في قوله. من (يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى) وقد رضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأمته ابتاع صحابته والاقتداء بآثارهم في قوله صلىاللهعليهوسلم أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، وقد اجتهدوا وقاسوا وسلكوا طريق القياس والاجتهاد ، فكانت السنة والإجماع والقياس والاجتهاد مستندة إلى تبيان فمن ثم كان القرآن تبيانا لكل شيء.
وهذا القرآن الكريم وروافده من سنة وإجماع وقياس قد بينت لنا النظام الإسلامى الدقيق الشامل لكل نواحي الحياة من دين ودنيا وقيادة وعبادة ، فالنظم الاقتصادية والسياسية والحربية والاجتماعية وغيرها تصلح لكل زمان ومكان موجودة في هذا الفيض الإلهى ، وبأسلوب مرن يتفق مع أحدث النظريات العلمية ، وهذا هو النظام الذي وصفه الإله العليم الخبير بخلقه فهلموا إليه أيها المسلمون وفقكم الله إلى الخير.
أجمع آية للخير والشر
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٩١) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً