الرسول صلىاللهعليهوسلم ونفسه الكريمة
(لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٢٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (١٢٩))
المفردات :
(عَزِيزٌ عَلَيْهِ) يقال : عز على فلان الأمر واشتد عليه (ما عَنِتُّمْ) العنت المشقة ولقاء المكروه (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) الحرص شدة الرغبة في الحصول على المفقود وشدة العناية بحفظ الموجود (رَؤُفٌ) الرأفة أخص من الرحمة ، وتكون مع الضعف والشفقة والرقة ولذا قالوا : رأف بولده وترأف به. وأما الرحمة فعامة تشمل الجميع ، وقيل : هما بمعنى واحد.
المعنى :
أيها العرب ما لكم لا تسرعون في الدخول إلى الدين أفواجا والتصديق بذلك النبي العربي الأمى؟! فأنتم أولى الناس به. ولذا اختار جمهور المفسرين أن يكون الخطاب في الآية للعرب إذ المنة عليهم أعظم ، والحجة عليهم ألزم.
تالله لقد جاءكم أيها العرب رسول منكم تعرفون لغته وخلقه ، وتعلمون من شأنه ما لا يعلمه غيركم ، هذا النبي الكريم موصوف بصفات كلها تدعو إلى تصديقه واتباعه خاصة من العرب ، وهذا لا يمنع أنه أرسل للكل (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) [سورة الأعراف الآية ١٥٨] وهو رحمة للناس بشيرا ونذيرا.
وصفاته صلىاللهعليهوسلم التي أثبتها له القرآن في هذه الآية :