وهذه السورة حقيقية بهذه العناية فقد عالجت ناحية من أخطر النواحي ناحية الأسرة وما يحفها ، وبخاصة العرض وأثره والخوض فيه ، ثم ذكرت قصة الإفك وما فيها من آداب وحكم غالية. وإشارات سامية ، وما يستتبع ذلك من الأمر بغض النظر ، والاستئذان وغير ذلك مما يساعد على العفة ، وعلى العموم ففي هذه السورة أسس الحياة المنزلية وآداب الحياة الزوجية الصحيحة ، وما يتصل بذلك ، وفيها آية النور (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وغير ذلك كثير.
ولا شك أن في هذه السورة من الأحكام المفصلة ، والآيات البينة ما لو تذكرها المسلم لنجا من مزالق النفس ومسالك الشيطان والهوى ، وهي مدعاة للذكرى وإن الذكرى تنفع المؤمنين.
الزنا وحدّه
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢) الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (٣))
المفردات :
(فَاجْلِدُوا) الجلد الضرب ، وسمى به لأن فيه إصابة الجلد بالسوط أو العصا (رَأْفَةٌ) الرأفة : الشفقة ورقة القلب.