الموضوع الشائك ، ولكنه ذكر إخراجه من السجن وهو يد للملك عليه وهكذا الحكمة والكياسة وحسن التصريف والسياسة.
هذا كله من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتى وأوقع بيننا الحسد والبغضاء للقضاء على الأخوة الصادقة.
إن ربي ـ سبحانه وتعالى ـ لطيف بخلقه رحيم بعباده إنه هو العليم بحالهم الحكيم في أفعاله ـ جل شأنه ـ.
لما أتم الله النعمة على يوسف ، وخلصه من شدة الإلقاء في الجب ، ومحنة امرأة العزيز وكيد النسوة له ، وألم السجن ، وأنعم عليه بالملك بعد البراءة مما نسب إليه لما حصل هذا وأمثاله ليوسف تاقت نفسه الكريمة إلى دعاء الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يجزل الله له ثواب الآخرة كما أجزل له العطاء في الدنيا فقال :
يا ربي قد عودتني الجميل وآتيتني ملك مصر ، وعلمتني شيئا من تأويل الأحاديث وتعبير الرؤيا ، والوقوف على أسرار كلامك ، يا رب يا فاطر السموات والأرض وخالقهما على أبدع نظام وأحكم ترتيب ؛ أنت يا ربي وليي وصاحب أمرى ومتولى شأنى في الدنيا والآخرة يا ولى الأولياء وسيد الضعفاء والأقوياء ، يا صاحب الأمر ، توفني مسلما ، وألحقنى بالصالحين من آبائي ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب فأنت الرحيم الكريم القادر على كل شيء ..
القصة وما تشير إليه من أهداف
(ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (١٠٢) وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (١٠٤)