رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦))
المفردات :
(يَجْتَبِيكَ) الاجتباء من اجتبيت الشيء إذا خلصته لنفسك والجبابة : جمع الشيء النافع كالماء ، والمال للسلطان (تَأْوِيلِ) الأخبار بما تؤول إليه الرؤيا في الوجود.
يعقوب ـ إسرائيل ـ بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ، كان له أولاد اثنا عشر من أربع نساء.
وكان من بينهم يوسف وأخوه بنيامين من امرأته راحيل بنت خاله لابان ، وكان يوسف جميل المنظر تبدو عليه مخايل الشرف والكرامة والخلق والنبل وتلوح عليه أمارات النبوة والرسالة ، ولذا كان مقربا لدى أبيه ، أثيرا عنده خصوصا بعد الرؤيا التي كانت سببا في محنته والتي هي خير وبركة في النهاية عليه وعلى شعب مصر.
المعنى :
اذكر أيها الرسول إذ قال يوسف لأبيه ، وهذا شروع في بيان أحسن القصص. قال يوسف لأبيه : يا أبتي إنى رأيت في منامي أحد عشر كوكبا. والشمس والقمر رأيتهم جميعا لي ساجدين سجود انحناء وخضوع وانظر إلى قوله : (رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) ، وهذه عبارة تقال في سجود العقلاء المكلفين! ولذا فهم أبوه أنها رؤيا إلهام ليست أضغاث أحلام.
فهم يعقوب من هذه الرؤيا أنه سيكون ليوسف شأن عظيم وسيسود قومه حتى أباه وأمه وإخوته ، وخاف أن يسمع إخوته بها فيحسدوه ويكيدوا له كيدا فنهاه عن أن يقص رؤياه على إخوته : يا بنى العزيز لا تقص رؤياك على إخوتك فإنى أخاف إن قصصتها يحسدوك فيكيدوا لك كيدا ، ويدبروا لك أمرا ولا تعجب يا بنى من ذلك فإن الشيطان للإنسان عدو مبين ، لا تفوته فرصة من دواعي النفس الأمارة بالسوء