عندكم آيات وحدانيته ، وحجج ربوبيته لما عرفتم أنه خالقكم وخالق السموات
والأرض ، به تعيشون وبه تحيون ، وبه تموتون ، مع ما ظهر لكم هذا أشركتم مع الله
آلهة أخرى ، وليس ذلك لكم مما تشركون في عبادته وألوهيته ، وأنا لا أشهد ، وإنما
أشهد أنه إله واحد وإنني بريء مما تشركون [في ألوهيته وربوبيته].
قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ
يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ
فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ
الظَّالِمُونَ)(٢١)
قوله ـ عزوجل ـ : (الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ).
قيل : نزلت سورة الأنعام في محاجة أهل الشرك ، إلا آيات
نزلت في محاجة أهل الكتاب ، إحداها هذه.
وجائز أن يكون
أهل الشرك يعرفون أنه رسول كما يعرفون أبناءهم ، ويكون الكتاب هو القرآن ـ هاهنا ـ
لما قرع أسماعهم هذا القرآن ، وأمروا أن يأتوا بمثله ، فعجزوا عنه ، وبما
__________________