تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٤٩) وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥٢) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)(٥٣)
وقوله ـ سبحانه ـ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ..). معطوف على قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً).
واللام في قوله (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا ..). جواب لقسم محذوف ، و (ثَمُودَ) اسم للقبيلة التي منها صالح ـ عليهالسلام ـ ، سميت باسم جدها ثمود. وقيل : سميت بذلك لقلة مائها ، لأن الثمد هو الماء القليل ..
وكانت مساكنهم بالحجر ـ بكسر الحاء وسكون الجيم ـ ، وهو مكان بين الحجاز والشام ، وما زلت مساكنهم تعرف بمدائن صالح إلى اليوم. وقد مر النبي صلىاللهعليهوسلم بديارهم ، وهو ذاهب إلى غزوة تبوك ، سنة تسع بعد الهجرة.
وصالح ـ عليهالسلام ـ هو نبيهم ، وكان واحدا منهم ، وينتهى نسبه إلى نوح ـ عليهالسلام ـ وقبيلة ثمود تسمى عادا الثانية ، أما قبيلة عاد فتسمى عادا الأولى ، ونبيهم هود ـ عليهالسلام ـ قالوا : وكان بين القبيلتين زهاء مائة عام.
والمعنى : وبالله لقد أرسلنا إلى قبيلة ثمود ، أخاهم صالحا ـ عليهالسلام ـ ، فقال لهم ما قاله كل نبي لقومه : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) ـ تعالى ـ وحده ، ولا تشركوا معه آلهة أخرى.
و «إذا» في قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) هي الفجائية و (يَخْتَصِمُونَ) من المخاصمة بمعنى المجادلة والمنازعة.