وبما أنّ كلاً
من «العلم» و «الجهلَ» قابلان للتغيير ؛ فتتبعها الأخلاق في ذلك أيضاً.
٥
ـ وفي حديثٍ آخر
، جاء عن الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله :
«إنّ
العَبدَ لَيَبلُغُ بِحُسنِ خُلقِهِ عَظيمَ دَرجاتِ الآخِرَةِ وَشَرفِ المَنازِلِ
وَأَنّهُ لَضَعِيفُ العِبادةِ» .
حيث نجد في هذا
الحديث ، مقارنةً بين حُسن الأخلاق والعبادة ، هذا أولاً.
وثانياً
: إنّ الدرجات
العُلى في الآخرة تتعلق بالأعمال الإختياريّة.
وثالثاً
: التّرغيب لكسب
الأخلاق الحسنة ، كلّ ذلك يدلّ على أنّ الأخلاق أمرٌ إكتسابي ، وغير خارجة عن عنصر
الإرادة في الإنسان.
مثيل هذهِ
الرّوايات والمعاني القَيّمة كثيرٌ ، في مضامين أحاديث أهل البيت عليهمالسلام ، وهي إن دلّت على شيءٍ فإنّها تدلّ على إمكانِيَّة
تغيّر الأخلاق ، وإلّا فستكون لغواً وبلا فائدةٍ .
٦
ـ وفي حديث آخر
ورد عن الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، نقرأ فيه أنّه قال لأحد أصحابه وأُسمه جرير بن عبد
الله : «إنّك
امرُءٌ قَد أحسنَ اللهُ خَلقَكَ فأَحسِنْ خُلْقَك» .
وخلاصة القول
أنّ رواياتنا مليئةٌ بهذا المضمون ، حيث تدلّ جميعها على أنّ الإنسان قادر على
تغيير أخلاقه .
ونختم هذا
البحث بحديثٍ عن الإمام علي عليهالسلام ، يحثّنا فيه على حُسن الخلق ، حيث قال عليهالسلام :
«الكَرَمُ
حُسنُ السّجيةِ وَإجتنابِ الدَّنِيّةِ» .
__________________