يتمسك أفراد المجتمع بالأخلاق ، فستكون نهاية المجتمع أليمة وموحشة جدّاً.
ولرب قائل يقول : إنّ السّعادة والتكامل في واقع المجتمع البشري ، يمكن أن يتحقّقا في ظِلِّ العمل بالقوانين والأحكام الصّحيحة ، من دون الإعتماد على مبادىء الأخلاق في الفرد.
ونقول له : إنّ العمل بالقوانين ، من دون وجود قاعدةٍ متماسكةٍ من القِيم الأخلاقيّة لدى الفرد غير ممكن ، لأنّه إذا لم يتوفر الدّاعي الذّاتي للإنسان ، فالسّعي الظّاهري لن يُجدي نفعاً.
فالقوّة والضّغط من أسوأ الأدوات لتنفيذ القوانين والضّوابط ، ولا يصحّ إستعمالها إلّا في الضّرورات ، وبالعكس فإنّ الإيمان والأخلاق ، يُعتبران من أفضل الأساليب لتنفيذ أيّة قرارات.
بعد هذه الإشارة ، نعود للآيات القرآنيّة الناظّرة إلى هذه المسألة المهمّة ، لنستوحي منها بعض المعاني في هذا المجال :
١ ـ «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَاخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» (١).
٢ ـ (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)(٢).
٣ ـ (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)(٣).
٤ ـ (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ)(٤).
٥ ـ (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً ولا
__________________
١ ـ سورة الأعراف ، الآية ٩٦.
٢ ـ سورة فصّلت ، الآية ٣٤ و ٣٥.
٣ ـ سورة آل عمران ، الآية ١٥٩.
٤ ـ سورة سبأ ، الآية ٣٤.