وتناولت «الآية الخامسة» ، إفرازات ونتائج ، الإعراض عن ذكر الله تعالى في حركة الإنسان ، قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى).
فعذابهم بالدّنيا أنّهم يعيشون ضنك العيش ، وفي الآخرة العمى ، وفَقد البَصر!.
فضنك العيش ، ربّما يكون بتضييق الرّزق على من يعيش الغفلة عن ذكر الله تعالى ، أو ربّما بإلقاء الحرص على قلب الغني ، فيتحرك في تعامله مع الآخرين ، من مَوقع الطّمع والبُخل ، فلا يكاد يُنفق درهماً في سبيل الله ، ولا يعين فقيراً ولو بشقّ تَمرةٍ ، فيكون مِصداق حديث أمير المؤمنين عليهالسلام ، حيث يقول : «يَعِيشُ فِي الدُّنيا عَيْشَ الفُقَراءَ وَيُحاسَبُ فِي الآخِرَةِ حِسابَ الأَغِنياء» (١).
ففي الحقيقة أنّ أغلب الأغنياء وبسبب حرصهم الشّديد على النّفع المادي ، يعيشون في حالة قلقٍ دائمةٍ ، ولا ينتفعون من أموالهم بالقدر الكافي ، وتكون عليهم حسرات في الدّنيا والآخرة.
ولكن لماذا يُحشر أعمى؟
وَلَربّما لِتشابُه الأحداث هناك ، مع الأحداث في الدنيا ، فالغافل عن ذكر الله تعالى في الدنيا ، ولإعراضه عن الحقيقة وآيات الله تعالى ، وتَجاهله لدواعي الحقّ والخير في باطنه ، فإنّه لا يرى الحقّ بعين البصيرة ، في حركة الحياة والواقع ، ولذلك سوف يُحشر أعمى في عَرصات القِيامة.
كيف يكون ذِكر الله؟
فسّرت الكثير من الرّوايات الإسلاميّة ، ذِكر الباري تعالى : «بالحج» ، وَوَرد في البعض الآخر ، أنّ الذّكر هنا : بمعنى الولاية لأمير المؤمنين عليهالسلام.
والحق أنّ الإثنين هما مِصداقان من مَصاديق ذكر الله تعالى ، فالحجّ هو مجموعةٌ من
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٦٩ ، ص ١١٩.