قائمة الکتاب
1 / أهميّة الأبحاث الأخلاقيّة
2 / دور الأخلاق في الحياة والحضارة الإنسانيّة
3 / الأخلاق من وجهة نظر الفلاسفة العقليّين
4 / دعائم الأخلاق
5 / الأخلاق والحريّة
6 / اصول المسائل الأخلاقيّة في القرآن الكريم
7 / إرتباط المسائل الأخلاقيّة مع بعضها
8 / من أين نبدأ؟
9 / تنوع الطّرق لأرباب السّير والسّلوك
10 / هل يلزم وجود المُرشد في كلّ مرحلةٍ؟
11 / العناصر اللّازمة لتربية الفضائل الأخلاقيّة
12 / الخُطى العمليّة في طريق التّهذيب الأخلاقي
ما الفرق بين الرّياء والسّمعة
٢٥٣13 / القُدوات في خطّ الإستقامة
14 / الوجه الآخر للولاية ، ودوره في تهذيب النّفوس
إعدادات
الأخلاق في القرآن [ ج ١ ]
الأخلاق في القرآن [ ج ١ ]
المؤلف :آية الله ناصر مكارم الشيرازي
الموضوع :الأخلاق
الناشر :مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
الصفحات :352
تحمیل
الله : الرّجل يعملُ العمل لنفسه ويحبّه الناس.
قال صلىاللهعليهوآله : «تِلكَ عاجِلُ بُشرى المُؤمِنِ» (١).
ما الفرق بين الرّياء والسّمعة :
هذا سؤال يفرض نفسه أيضاً ، فهل يوجد فرق بين الرّياء والسّمعة؟ ، وهل أنّهما يتنافيان مع إخلاص النيّة ، ويوجبان بطلان العمل؟.
الجواب : الرّياء : هو فعل الخير أمام مرآى ومسمع من النّاس ، لكسب الوجاهة لديهم ، وليشار إليه بالبنان من موقع المدح والثّناء.
وأمّا السّمعة ، فهي أداء أفعال الخير بعيداً عن أنظار النّاس ، ولكن لِيُفهمَهم لاحقاً أنّه هو الذي فعل هذه الامور ، ليكتسب بذلك وجاهةً لديهم ، والحقيقة أن الدّافع لِكِلا الإثنين غير إلهي ، فالأوّل يؤدّي عمل الخير أمام مرآى الناس ، والثّاني بصورةٍ غير مُباشرةٍ وعن طريق السّماع ، ولا فرق بينهما في دائرة فساد النيّة ، وبطلان العمل وفقدان قصد القربة.
ولكن إذا فسّرنا السمعة بأنّها أداء الفعل بقصد القُربّة ، ولكن إذا علم النّاس في الآجل ومدحوه وأثنوا عليه ، فإنّه يفرح بذلك ، فلا شكَّ بأنّ هذه الحالة لا توجب بُطلان العمل.
ويمكن أن يتحرك الإنسان في سلوكيّاته وأعماله ، بقصد القُربة المطلقة ، ولكنّه يرويها للناس بعد ذلك ليحتل مكانةً بينهم ، «وهذا العمل يُسمى بالرّياء اللّاحق» ، فهذا السّلوك أيضاً لا يُبطل العمل ، لكنّه يُقِّلل من قيمته إلى أدنى حدّ ، وخصوصاً من النّاحية الأخلاقيّة.
وقد تحدّث بعض من كبار الفُقهاء ، عن كيفيّة نفوذ وتوغّل الرّياء في أعمال الإنسان ، وقالوا أنّها على عَشرِ صُوَرٍ :
الصّورة الاولى : أن يكون قصده من الفعل : مشاهدة النّاس له ، ولا شكّ ببطلانها.
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ، ج ١ ، ص ٥٥.