وقد إستدلوا
على لزوم الرّجوع للُاستاذ تارةٌ ، بهذه الآية الشّريفة ، التي تقول : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ
كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
فرغم أنّها
تتناول التعليم لا التربية ، ولكن الحقيقة أنّ التربية تعتمد على التّعليم في كثير
من الموارد ، فلذلك يجب الرّجوع للمطلعين في مثل هذه الموارد ، وهذا المعنى يختلف
إختلافاً واضحاً عن إختيار شخصٍ خاص ليكون ناظراً على أعمال وأخلاق الإنسان.
ويستشهد
القائلون بضرورةِ المرشد تارةٌ اخرى ؛ بحكاية موسى مع الخضر عليهماالسلام ، فقد كان موسى عليهالسلام بحاجةٍ للخضر ، مع ما أنّه كان من الأنبياء وأولي العزم
، وقطع قسماً من الطّريق بمساعدته عليهالسلام.
ولكن وبإلقاء
نظرةٍ فاحصةٍ على قصّة موسى والخضر عليهماالسلام ، نرى أنّ موسى عليهالسلام عند ما تعلم من الخضر عليهالسلام ، إنّما كان بأمر من الله تعالى لأجل الاطّلاع على
أسرار الحكمة الإلهيّة بالنسبة للحوادث التي تحدث في هذا العالم ، والاخرى أنّ علم
موسى عليهالسلام كان عملاً ظاهرياً ، «ويتعلّق بدائرة التّكليف» ، وعلم
الخضر عليهالسلام علماً باطنياً ، (خارج عن دائرة التكليف) ، وهذا الأمر يختلف عن مسألة إختيار الاستاذ والمرشد ،
في كل مراحل التّهذيب للنفس والسيّر في طريق التّقوى ، وإن كان يشير ولو بالإجمال
إلى أهميّة كسب الفضيلة ، في محضر الاستاذ في خط التّكامل المعنوي.
وقد يستشهد
لذلك أيضاً بحكاية لقمان الحكيم وإبنه ، فهو استاذ إلهي أخذ بيد إبنه وساعده في
سلوك ذلك الطريق .
ونقل العلّامة
المجلسي في بحار الانوار ، عن الإمام السجّاد عليهالسلام أنّه قال : «هَلَكَ مَنْ لَيسَ لَهُ حَكِيمٌ
يَرشُدُهُ» .
ولكن ومن مجموع
ما ذُكر ، لا يمكن إستفادة لزوم المرشد في دائرة السّلوك الأخلاقي و
__________________