من المطّبات الصّعبة ، وتعينه في المسير إلى الله تعالى.
الثالث
والعشرون : نفي الخواطر ، وهو تسخير القلب ، والحكومة عليه والّتمركز الفكري ، بحيث
لا يمر من خاطره شيء ، إلّا بإختياره وإذنه ، أو بتعبير آخر ، لا يشغل تفكيره
الأفكار المُشوّشة ، وهو من الامور الصّعبة.
الرابع
والعشرون : التّفكر ، والقصد منه أنّ السّالك يسعى من خلال التّفكير الصحيح ، والعميق
، في إكتساب المعرفة الحقّة ، ويحصر تفكيره في عالم الصّفات ، والأسماء الإلهيّة
وتجلّياته وأفعاله.
الخامس
والعشرون : الذِكّر ، والمراد منه التّوجه القلبي للذّات المقدّسة للباري تعالى ،
وليس الذّكر اللّساني الذي يسمّى بالوِرد ، أو بعبارةٍ اخرى ، يكون كلّ نظره جمال
الإله ، ولا يرى شيئاً غيره.
هذه هي خلاصة ،
ما نسب للعلّامة بحر العلوم في دائرة السّير والسّلوك ، وتبعه في ذلك مع إختلاف
يسيرٍ ، العلّامة الطّباطبائي ، وذلك كما جاء في رسالته «لبّ اللباب».
٢ ـ طريقة المرحوم الملكي التّبريزي
وهو المرحوم «الحاج
ميرزا جواد الآقا تبريزي» ، وهو من الاساتذة المعروفين في السّير والسّلوك إلى
الله ، وقد إنتهج في رسالته (لقاء الله) ، نهجاً يختلف عمّا جاء به في الرّسالة المنسوبة
للعلّامّة بحر العلوم.
فهو يُذكر في
البداية ، أنّ لقاء الله هو الغاية القصوى ، والهدف الأعلى ، للسّير والسّلوك ،
ويستشهد لذلك بآياتٍ متعدّدةٍ من القرآن الكريم ، وكذلك بالروايات الكثيرة
لُمدّعاه ، ويصرّح بأنّ لقاء الله تعالى ليس هو المشاهدة العينية ، لأنّ الباري
تعالى منزّه عن الكيفيات التي توجب رؤيته بالبصر ، ولا هو لقاء النّعيم والثّواب
في يوم القيامة ، بل هو نوع من «الشّهود»
، واللّقاء
القلبي والروحي والمشاهدة بالبصيرة.