الحروف عام والموضوع له عام بدعوى وجود جامع بين النسب الابتدائية ، وجامع بين النسب الإخراجيّة وهكذا ، مع اعترافه مع المشهور بأنه سنخ جامع لا يعقل تصوره مستقلا في عالم الذهن وإنّما دائما يحضر في الذهن في ضمن الفرد ، لأنه إذا حضر مستقلا انقلب عن كونه نسبة ، لأنّ النسبة لا تلائم الاستقلالية ، ومن هنا اعترف وفاقا للمشهور ، بأنّ المستعمل فيه الحرف دائما خاص ، لكن يبقى الفرق بين العراقي والمشهور ، هو انّ المستعمل فيه خاص عند المشهور لا بنحو تعدد الدال والمدلول ، بينما المستعمل فيه عند العراقي هو الخاص ، لكن بنحو تعدد الدال والمدلول ، لأنه موضوع للجامع ، إذن بحسب النتيجة كلاهما يسلّم انّ المستعمل فيه الحرف خاص ويستحيل أن يكون هو الجامع على إطلاقه ، إذ جامعيته خلف كونه نسبيا.
وحينئذ ، لا يظهر أثر لما ذكره العراقي من كون الموضوع له عاما أو خاصا ، فإنه على كلا التقديرين ، المستعمل فيه في الحرف خاص.
إذن ، فهذا المبنى لا يفيد العراقي في دفع الإشكال ، وإنّما يدفع الإشكال مبنى المحقق الخراساني (قده) ، هذه هي المرحلة الأولى من كلام المحقق العراقي (قده).
وقد اتضح مما ذكرنا في مناقشتها ، انّ ما أفاده (قده) من عدم الفرق الثبوتي بين كون أداة الاستثناء اسما أو حرفا ، غير صحيح.
وأمّا ما قد يقال من انّ العطف في قوة التكرار ، فإنه لا يفيد شيئا في المقام ، وذلك لأنه إنّما يكون كذلك عند ما نحذف أمرا كان لو لا العطف ممّا لا ينبغي حذفه كما في مثل : «أكرم زيدا وعمروا» ، وهذا لا ينطبق على الصورة الأولى حينما نقول : «أكرم العلماء ، وأكرم الشيوخ ، وأكرم الهاشميين إلّا الفسّاق» ، حيث لا يوجد محذوف على الإطلاق ، بل العطف هنا مجرد ضمّ جملة إلى جملة أخرى وإيجاد صلة بينهما ، وهذا ليس في قوة التكرار.
نعم ، العطف الذي يكون في قوة التكرار إنّما هو العطف الذي يستغنى به عن شيء كما لو قال : «أكرم زيدا وعمروا وخالدا» ، كما في الصورة