بحث دلالي
يستفاد من الآية الشريفة أمور :
الأول : أنّ قوله تعالى : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَ) يرشد ـ كما ذكرنا ـ إلى أمر طبيعي ، وهو رضاع الأم ولدها نظرا إلى شفقة الأم ولطفها وحنانها ، واحتياج الطفل إلى عناية تامة قد لا تتوفر في غير الأم ، وأما الوجوب فلا يمكن استفادته من الجملة الخبرية فإنّها إنّما تدل على الوجوب إذا كانت في مقام الإنشاء ولم تكن قرينة على الخلاف ، وهي موجودة في المقام ، كما عرفت.
الثاني : أنّ الآية الشريفة ترشد إلى أهمية لبن الأم وأولويته بالنسبة إلى غيره وترغّب الأم في إرضاع ولدها لما فيه من الأثر الكبير في جسم الطفل وأخلاقه وصحته ونشأته بل وجميع صفاته النفسية والعقلية وأثبتت التجارب العصرية والعلوم الصحية والنفسية أنّ رضاع الام في فترة الحولين ضروري لنمو الطفل نموّا سليما ، ولا يقوم مقامه غيره فهو الغذاء الذي لا يقابله غيره له ، وهذه قرينة أخرى على عدم دلالة الجملة على الوجوب ، فيجوز لغير الأم إرضاع الولد إن كان في إرضاع الأم موانع خلقية أو خلقية أو لجهات أخرى.
الثالث : يدل قوله تعالى : (حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ) على أنّ المعتبر هو أربعة وعشرون شهرا فلا يصدق الحولان على الحول الواحد وبعض من الحول