التفسير
٢٤٣ ـ قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ).
ألم أداة استفهام تستعمل في مقام التعجب ولم تأت في القرآن الكريم غالبا إلا وهي معدّاة ب (إلى) وإن كانت هي في نفسها متعدية فيستفاد منه أسلوب خاص يستعمل في الأمثال.
والرؤية في المقام بمعنى العلم حيث نزّل علم المخاطب بما فيه من الإيمان واليقين أو ما عليه من الظهور منزلة الرؤية بالبصر.
والديار جمع الدار وهي المنزل وتستعمل في البلد أيضا بل الدنيا والآخرة يقال الدار الدنيا والدار الآخرة قال تعالى : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) [النحل ـ ٣٠] ، وقال تعالى : (فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد ـ ٢٤].
والمراد بجملة : (وَهُمْ أُلُوفٌ) هو الكثرة الموجبة للاستغراب ويضرب به المثل للكثرة.
ومادة (حذر) تأتي بمعنى الاحتراز عما يخاف منه ، ولها استعمالات كثيرة في القرآن الكريم بهيئات مختلفة قال تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) [آل عمران ـ ٢٨].