ظاهر الشريعة وباطنها والمعارف العالية من التوحيد والنبوة والأخلاق الفاضلة ، ومعرفة المصالح والحكم المبتنى عليها دين الله عزوجل فإنّ بها تصفو النفوس وتصل إلى الكمال المطلوب وتتصف بالأخلاق الفاضلة.
وبعبارة أخرى : هي معرفة الصراط المستقيم من جهة التكوين والتشريع كما جعله الله تعالى والعمل بما عرف.
ولها أهمية عظمى في كمال النفس بل هي الكمال بعينها ، وقد اعتنى بها عزوجل اعتناء بليغا في القرآن الكريم وجعلها من الخير الكثير فقال تعالى : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) [البقرة ـ ٢٦٩] ، وذكرها في مقابل الكتاب في جملة كثيرة من الآيات منها المقام ويأتي في الموضع المناسب شرحها شرحا وافيا إن شاء الله تعالى.
ومادة (وعظ) من المواد الكثيرة الاستعمال في الكتاب الكريم والسنة المقدّسة ، ونسب إلى الخليل أنّه التذكير بالخير ونحوه مما يرق له القلب. والعظة والموعظة اسمان.
وعن آخر أنّه زجر مقترن بتخويف ، وتستعمل بالنسبة إلى الله تعالى والأنبياء وغيرهم
وفي الدعاء : «اللهم إنّي أعوذ بك أن تجعلني عظة لغيري» أي موعظة لغيري بأن يتعظ بي.
والمعنى : اذكروا نعم الله عليكم وما أنزل من الأحكام وحدودها الظاهرية والباطنية والمعارف الحقة التي لم ينزلها إلا للصلاح والسعادة وبيّنها بلسان الوعظ والإرشاد بما هو خير لكم فلا تتوانوا في العمل بها ولا تعرضوا عنها ، فإنّ الإعراض عنها إعراض عن الكمال الذي أعدّه الله لكم والسعادة التي أرادها منكم.
قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ).
في شرعه بامتثال أوامره والانتهاء عن نواهيه لا سيما تلك الأحكام التي شرعها في النساء وما يوجب التآلف والسكون بين الزوجين وما بينه في أمر الطلاق.