القوم الكافرين.
ومن الآية المباركة يستفاد أنّ شرط قبول العمل هو الإخلاص فيه لله تعالى. وأنّ الرياء من الموبقات التي تهدم الأعمال وتجلب الشقاء وتزيل الآثار.
٢٦٥ ـ قوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ).
الإنفاق : العطاء. وابتغاء منصوب على المصدر ، وتثبيتا عطف عليه ، والجار والمجرور مفعول لتثبيت.
وقيل : إنّ «من» نشوية ، وأنفسهم في معنى الفاعل و (ما) في معنى المفعول مقدّر وتثبيتا منصوب على التمييز وهناك وجوه أخرى في إعراب هذه الجملة مذكورة في محالّها.
ومرضاة مصدر من رضى يرضى ، وابتغاء مرضاة الله أي : طلب ما فيه رضاء الله تعالى ، وإنّ رضاه ثوابه وسخطه عقابه ، وفي الدعاء المأثور : «أللهم إنّي أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» والرضاء والسخط من صفات الفعل لا من صفات الذات إلا إذا رجعا إلى علمه.
وتثبيتا من أنفسهم أي : بقوة اليقين واطمينان القلب بأنّهم يجدون ضعف ما أنفقوا ويمكنون أنفسهم من طاعة الله تعالى.
والمعنى : إنّ الذين يبذلون أموالهم يطلبون بذلك مرضاة الله تعالى بجدّ واهتمام من دون تقصير منهم فيه ويحصل ذلك بعزيمة ثابتة في أنفسهم من دون أن يعترضهم وهن ولا يتخلّل غير مرضاته تعالى في البين بوجه من الوجوه لا منّا ولا أذى ولا رياء ونحو ذلك من الخطرات القلبية والحركات الخارجية التي تنافي الخلوص. وإنّ غاية مراتب الخلوص والإخلاص هي أن لا يكون شيء سوى مرضاة الله ، لأنّ مرضاته غير محدودة بحدّ خاص إلا بالأمر العدمي أي عدم إذنه فيه.