هي سبب السعادة في الحياة.
واهتم الإسلام
بجميع جوانب هذه الحياة وبيّن كلّ ما يرتبط بسعادتها وشقاوتها شرحا وافيا قلّما
يوجد في أمر من الأمور مثل ذلك ومن مجموع ما ورد في ذلك يستفاد أنّ الزواج هو
المحبوب لدى الشارع الأقدس والطلاق مرغوب عنه فإنّه حاجة موقتة يرجع إليه فيما إذا
طرأ على الحياة الزوجية ما يهدّد كيانها وهذا مما أكد عليه الإسلام في مواضع
متعددة من القرآن الكريم والسنة الشريفة ففي الحديث عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق» وفي حديث آخر :
«أبغض الأشياء إلى الله تعالى الطلاق» ويمكن استفادة ما ذكرناه من أمور :
الأول : أنّه لم يرد في القرآن الكريم الأمر بالطلاق بخلاف
الزواج والمعاشرة الزوجية قال تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ
لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا
تَعْدِلُوا فَواحِدَةً) [النساء ـ ٣] وقال تعالى : (وَأَنْكِحُوا
الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا
فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [النور ـ ٣٢] ، فقد حث عليه الإسلام بأساليب مختلفة كما ذكرنا وهو يكشف عن
أنّ الطلاق أمر ثانوي يرجع إليه في حالات خاصة.
الثاني : أنّ الإسلام جعل أمر الطلاق بيد شخص واحد وهو الزوج
وتحت سلطته الخاصة ففي الحديث المتواتر بين المسلمين «الطلاق بيد من أخذ بالساق»
بخلاف الزواج فإنّ لكلّ واحد من الطرفين السلطة فيه. وهذا هو تحديد آخر في الطلاق
يخرجه عن تلاعب الأهواء والعواطف ويبعده عن النزوات الشخصية.
الثالث : أنّه جعل في الطلاق حدودا وقيودا لم يكن مثلها في
الزواج مما يقلل أفراده في الخارج.
الرابع : يستفاد من الآيات المباركة الواردة في الطلاق في هذه
السورة وغيرها أنّ الطلاق آخر ما يمكن الرجوع إليه ، فقد جعل سبحانه وتعالى لحلّ