الجهاد ، وقد كانت
شهادته على يد أقذر اموي عرفه تاريخ البشرية ، وهو ابن هند الذي حارب الإسلام هو
وأبوه وامّه وقبيلته بجميع ما يملكون من طاقات.
تأبين الإمام لمالك :
ولمّا
انتهى النبأ الفجيع بوفاة القائد العظيم إلى الإمام عليهالسلام ذابت نفسه
أسى وحزنا ، وأخذ يذرف عليه أحرّ الدموع قائلا :
«
إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين.
اللهمّ
إنّي أحتسبه عندك ، فإنّ موته من مصائب الدّهر ... ».
ثمّ قال :
«
رحم الله مالكا فقد وفى بعهده ، وقضى نحبه ، ولقي ربّه ، مع أنّا قد وطّنّا أنفسنا
أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله صلىاللهعليهوآله
فإنّها من أعظم المصائب » .
وأخذ الإمام يتلهّف وهو يقول بحزن بالغ
:
«
لله درّ مالك ، وما مالك؟ لو كان من جبل لكان فندا
، ولو كان من حجر لكان صلدا ، أما والله! ليهدنّ موتك عالما ، وليفرحنّ عالما ،
على مثل مالك فلتبك البواكي ، وهل موجود كمالك؟ » .
لقد كانت شهادة
مالك من الأحداث الجسام التي مني بها العالم الإسلامي ، وكان الإمام أمير المؤمنين
عليهالسلام من أفجع المصابين به.
__________________